احمد حسين
تزايدت في الآونة الأخيرة الهجمات الصاروخية التي تستهدف القوات الأميركية والمنطقة الخضراء حيث مبنى السفارة الأميركية، وهذا القصف ليس بالجديد في العراق فمنذ سنين عدة ودوي الانفجارات الصاروخية يقض مضاجعنا وبعد تراجع هذه الظاهرة خلال سنوات الحرب على عصابات داعش الارهابية، عادت مجدداً للظهور بقوة بعد اغتيال المهندس وسليماني بغارة جوية نفذتها طائرة أميركية مطلع العام الماضي، غير أن الجديد في الأمر هو أن فصائل المقاومة أو الفصائل المسلحة الشيعية أعلنت في تشرين الثاني 2020 وقف الهجمات على المصالح الأميركية في العراق، بل أنها باتت تصف هذه الاستهدافات بأنها تنفذ أجندة خارجية وتدينها وترى أنها لا تصب في مصلحة العراق.
على كل حال، لست هنا في محل الدفاع عن فصائل المقاومة أو تبرئتها من الهجمات الأخيرة، لكنني أتساءل عن الهدف من وراء هذه الهجمات وهل هي تخدم الجهة التي تنفذها؟، يتبادر إلى ذهن البعض أن أميركا تقف وراء هذه الهجمات كغطاء شرعي لتعزيز وجودها العسكري في العراق من منطلق حق الدفاع عن النفس، فالرد الأميركي على قصف أربيل والمنطقة الخضراء الأخير جاء مغايراً وغير متوقع حيث أنه استهدف موقعاً للفصائل المسلحة في سوريا وليس في العراق، وكان من المفترض، لكي توصل الإدارة الأميركية الجديدة رسالتها بقوة أن تضرب أهدافاً داخل العراق كنوع من الردع والتخويف، فلماذا اختارت سوريا، ولو كان الهدف من قصف قواتها في العراق بهدف استقدام قوات إضافية فما الذي تنتظره واشنطن لترسل هذه التعزيزات؟.
اعتقد أن هنالك طرفاً ثالثاً هو من يقوم بعمليات استهداف الأرتال العسكرية لقوات التحالف الدولي والقواعد العسكرية والمنطقة الخضراء، ولا يرتبط بأجندة خارجية، بل هو ينفذ مشروعاً داخلياً لصالح جهة ما، وهو لا يختلف كثيراً عن الطرف الثالث الذي كان يقتل المتظاهرين، فلنفتش في ما بيننا عن هذا الطرف.