فاصل ونواصل

الصفحة الاخيرة 2021/03/04
...

 رضا المحمداوي 
 
 
 
أصبحَ من المُعتاد والمُتعارف عليهِ في نظام البث التلفزيوني المُسّتمر على مدار الساعة أنْ يتمَّ قطع سياق المادة التلفزيونية المعروضة باختلاف أنواعها بفاصل إعلاني تجاري دعائي قصير، ومن ثم العودة إلى تلك المادة لإكمال عرضها، سواء أكانت برامجية أو عملاً درامياً أو حتى مادة سياسية في القنوات الإخبارية المتخصصة .
ويتكرّرُ هذا القطع والفاصل الإعلاني ومن ثم المواصلة والاستمرارعلى إمتداد الساعة التلفزيونية  من 3 - 4 مرات أو أكثر، خاصة ًبعد أنْ أصبحتْ هذه الفواصل الإعلانية التجارية واحدةً من منافذ الإيرادات المالية للقنوات أو إحدى مصادر تمويلها، إذ عادةً ما يتم احتساب زمن الفاصل الإعلاني الواحد بزمن عرض(الثانية الواحدة من الدقيقة)على الشاشة، ويختلف سعر هذه الثانية الإعلانية من قناة إلى أخرى تبعاً لاسم وأهمية هذه القناة ونسبة مشاهدتها الجماهيرية وعدد الإعلانات المعروضة على شاشتها ومدى جاذبيتها  للجمهور العام وسعة انتشارها.
ويُعَدُّ( الإعلان التجاري) التلفزيوني واحداً من مظاهر تكريس النزعة الاستهلاكية واشاعة نمط (السوق الاستهلاكي) بين الجمهور العام، وقد ابتكرهُ العقل الصناعي والتجاري وهو في الحصيلة الأخيرة أحد مبتكرات رأس المال الصناعي من أجل إدامة دورة الأموال لديه وتحقيق 
الأرباح.
ويعتمدُ الإعلان التجاري بشكلهِ واسلوبهِ التلفزيوني على ركنين أساسين أولهما: السلعة المُراد الإعلان عنها والترويج لها والحثّ على شرائها واقتنائها، وثانيهما: طريقة التنفيذ أو ما يسمى بـ(صناعة الإعلان التجاري) وقد أصبحتْ عملية إنتاجه وإخراجه من أهم فنون العمل التلفزيوني وأكثرها دِقةً، ذلك لإن النجاح الفني لهذا الإعلان يكمنُ في طريقة الإخراج واسلوب تقديمه واستخدام الموسيقى أو المشهد التمثيلي أو الأغنية الشائعة والاستعانة بالوجوه المعروفة والمشاهير و(نجوم) الحياة الفنية والإعلامية والرياضية والثقافية العامة ومدى المهارة والإتقان في إخراج المادة الإعلانية مع الأخذ بنظر الاعتبار كيفية التعامل مع الزمن القصير والسريع للإعلان نفسه والمحسوب بالثانية الواحدة.