تطور العبادات

الصفحة الاخيرة 2021/03/13
...

حسن العاني 
البحوث العلمية التي توصل اليها المشتغلون 
في مجال الميثولوجيا، تفيد بان الانسان في وقت مبكر من ظهوره على كوكب الأرض، وجد في 
نفسه حاجة الى نوع من القوى (الخارقة)، توفر له جملة من متطلبات الحياة في مقدمتها حمايته من الأذى، مثلما كان يلتمس منها أن توفر له أسباب الرزق، وزوجة صالحة لا تقسو عليه، ومن هنا ابتكر عدداً من الآلهة واوكل الى كل واحد منهم مهمة خاصة، ولابد ان هذه القوى الخارقة، 
ليست تكية خيرية، وقد دفعت البشرية ثمناً معنوياً لها، وذلك بعبادتها وطاعتها والتذلل لها، وهذا هو منشأ العبادة المبكرة قبل ظهور الأديان 
السماوية، هنا يجب الانتباه الى ان اجدادنا 
القدامى كانوا اكثر انفتاحاً من جيلنا، ومن دساتيرنا، 
لانهم لم يضعوا (كوتا) للمرأة، ولم يجعلوا 
حصتها 25 %، بل وزعوا مقاعد الآلهة بالتساوي، وعلى وفق الكفاءة بين الاناث 
والذكور!.
من الطبيعي جداً أن 
تشهد العبادات تطورات 
كبيرة ونوعية عبر مسار البشرية الطويل، لعل أهمها 
ذلك التحول الى الرومانسية العذبة في ابتكار الآلهة، اذ  ظهرت آلهة للجمال مثلاً والحب والخصب، ولكن اظرف ما توصلت اليه الإنسانية هو ابتكار (آلهة مزدوجة الوظيفة) - دينية ومعاشية - 
يتم صنعها من التمر او المعجنات مع مبروش جوز الهند او الحلقوم، و يتم التضرع اليها عند الشدائد، او طلب العون، وتؤكل عند 
الجوع!.
منذ آلاف السنين، حسمت الديانات السماوية، 
هذه القضية القديمة الشائكة والمعقدة، 
ووضعت الناس على الطريق السليمة، 
بعد أن رسخت مبدأ مفاده باختصار، ان هناك رباً واحداً سبحانه وتعالى، خلق السماوات 
والأرض والكون وما عليه، هو وحده الذي يعبد، مع ذلك لم يتوقف ابن آدم عن ابتكار عبادات 
أرضية شطت عن الحقيقة والعقل والمنطق، ولكنها تماشت مع عصره وتواءمت مع نفسه الامارة بالسوء، وقد رأينا فيما رأينا من كان يعبد الدينار او الذهب أو النساء، ثم رأينا من يسجدون للدولار قبل أن تزوغ ابصارهم نحو الكرسي وكأنه ربهم الأعلى !.