بيروت : جبار عودة الخطاط

 

قال بابا الفاتيكان فرانسيس إنَّ رحلته المقبلة ستكون إلى لبنان، مشيراً  إلى أنَّ «لبنان في أزمة وأنَّ لديه ضعفاً ناتجاً عن التنوع لكن لديه قوة الشعب»، وبينما يغلي الشارع اللبناني المثخن بالأزمات والصعاب، يكتنف الجمود المشهد الحكومي في أعقاب عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من رحلته الأخيرة للإمارات، ولقائه هناك وزير الخارجيَّة الروسي، وكانت ثمة معلومات أشارت إلى احتماليَّة توجه الحريري إلى قصر بعبدا أمس الجمعة، غير أنَّ مصادر «بيت الوسط» نفت ذلك.  وتتحرك المعلومات المتسربة من لقاء الرئيس المكلف مع وزير خارجيَّة روسيا سيرغي لافروف الأسبوع الماضي في ابو ظبي، ففي حين أفادت أوساط مقربة من «بيت الوسط» عن الحريري عدم رضاه عن نتيجة لقائه بالوزير الروسي، مؤكداً أنَّ «الروس ليست لديهم الرغبة بمساعدة لبنان»، تشير معلومات أخرى إلى تحرك روسي على كل من الإمارات والسعوديَّة من أجل الدفع باتجاه وقف حرب اليمن وعودة سوريا إلى الجامعة العربيَّة، ومساعدة بيروت للخروج من أزمتها المعقدة، وفي هذا السياق لمس مراقبون تغيراً نسبياً في الموقف السعودي تجاه دمشق، لكنهم لم يتمكنوا من معرفة إنْ كان ثمة توجه سعودي جديد إزاء الملف اللبناني. في هذه الأثناء أنحى وزير الخارجيَّة الفرنسي جان إيف لودريان باللائمة على الساسة اللبنانيين، متهماً إياهم بعدم تقديم المساعدة لبلدهم الذي يواجه مخاطر الانهيار في وقت يعاني فيه لبنان أزمة اقتصاديَّة واجتماعيَّة غير مسبوقة، وقال لودريان: «قد أميل للقول بأنَّ المسؤولين السياسيين اللبنانيين لا يساعدون بلداً يواجه مخاطر، جميعهم أيا كانوا»، مستغرباً من عدم تحرك الطبقة السياسيَّة في لبنان وهم يشاهدون بلدهم ينهار أمامهم. إلى ذلك كشف وزير الداخليَّة في حكومة تصريف الاعمال محمد فهمي عن أنَّ حديثه حيال تلاشي الوضع الامني يستند إلى وقائع ومعلومات، وأشار إلى أنَّ «الامن نتاج للسياسة، وكل المنظومات تلاشت في البلاد»، وقال فهمي: «نحن شريحة من الناس و(نحن جائعون)، ويجب على القوى السياسيَّة حلحلة العقد لتشكيل حكومة انقاذ بأسرع وقت».

وشدد فهمي على أنَّ «البلد مكشوف، والاحتمالات واردة وليس فقط بالاغتيالات»، وتابع: «لم نعد قادرين على التحمل، والوضع سيئ جداً وأنا أطلق ناقوس الخطر».

وزارة الخارجيَّة الأميركيَّة من جهتها اعربت أمس الجمعة، عن قلقها «من التطورات في لبنان»، وأردفت «الشعب اللبناني يستحق حكومة تقدم الإصلاحات المطلوبة»، مشددة على أنَّ «الاقتصاد اللبناني في أزمة بسبب الفساد»، والتقى رئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري، أمس الجمعة السفيرة الأميركيَّة​ في ​لبنان​ ​دوروثي شيا​ في حضور الوزير السابق ​غطاس خوري​ وعرض معها آخر المستجدات والأوضاع العامة.