تجارة الفوضى

الرياضة 2021/03/16
...

 حسين الخرساني 
يكدّسون بضائعهم رهطاً بعد رهطٍ كما كتيبة عسكرية لينتظروا بعد ذلك الإعلانات المجانية لتصريفها، فيتصدى لها مروجو التفاهة عبر ساعاتٍ تلفازية يتقافز منها ما يخدش حياء المهنة المتقزمة بفعل لهاث البحث عن اللايكات والمتابعات التي باتت أهم من كل شيء، فارتفاعُ عدد المشاهدات أهم من انخفاض منسوب المتعة واللياقة الأدبية في ظل تردي الذائقة التي بات تصريفها يعتمد عقلاً جمعياً
 لا مفرَ منه.
تجارةُ الفوضى لها مكاتبها الرسمية وهي معروفة في بث سموم الإرباك اليومي ما دام هناك موزعٌ أدمن السلب، وبدأ يتفنن بسرد انفصاماته  وسط جموع المغفلين 
المساكين.
تجارُ الفوضى وجدوا أن شراكتهم لفنون الميديا في ازدهارٍ نتيجة التقارب الربحي بين الطرفين، فما عاد معيار المهنية مهما وضابطا لما يدور في فلك البرامج بعد أن أيقن أهل التل ان بقاءهم فوقه أسلم من صعود الموجة، رافعين رايات بيضاء تستحي أن ترفع حتى إن كانت مستسلمة.
تجارةُ الفوضى لم تقتصر على عنوانٍ دون غيره، فقد اتسع المد وارتفع جزره  بأسماء كان لها وقعٌ مهم ذات يوم، إذ انمسخ الكيان وأضحى مرتعاً لنجاسات كلامية فقأت عين الجلالة وذوت بصاحبتها إلى دون ذلك.
هكذا يُخيّل لي إن الرجاء في إصلاح المهنة بات أمراً عسيرا ما دام من يتصدى يهرول نحو خط المتابعات واللايكات مهما حصل من تدنٍ ذائقي خطير كرّس نحو تأسيس نظام التفاهة...
عن الرياضة أتحدث وقد يصلح الى ماسواها.