سعاد حسن الجوهري
العالم كان شاهدا على الحدث الابرز خلال الايام القليلة المنصرمة. فمن حضارة الحرف الاول تم الاعلان رسميا وبحضور قداسة بابا الفاتيكان أن أور هي قبلة حج للمسيحيين في العالم. حدث تداولته مئات الفضائيات ووسائل الاعلام. حدث تاريخي كبير استحق ان نحتفي به لأنه فرصة مواتية لجعل الجنوب والحضارة السومرية على وجه التحديد في واجهة مناطق التراث العالمي والسياحي المهمة وبكل المقاييس.
زيارة قداسة البابا للعراق والاهتمام العالمي غير المسبوق جعل العراق في صدارة النشرات الخبرية والبرامج التحليلية إذ انهمكت نحو 385 قناة عربية وعالمية بنقل زيارة البابا.
إن اللقاء رسالة للدور الذي يقوم به المرجع الديني السيد السيستاني في المشهد السياسي العراقي، وان لقاء القمة في النجف كان فحواه وكل ما فيه وما يأتي منه يقع ضمن الإطار الاعتباري والمعنوي وسيحظى باهتمام على الصعد الأممية او الدولية او الأقليمية. غير أن صفحات بعض المدونين في مواقع التواصل الاجتماعي تضمنت طرح طلبات امتازت بسقوف عالية جدا تطالب العراق بطرحها مثل الطلب من الدول الاوروبية وحكوماتها لتغيير سياساتها او محاسبتها عن مواقف معينة. لكن بموازاة ذلك سعت صفحات أخرى لشيطنة الزيارة، إذ قال بعضهم انها ستكون بشارة بدين جديد.
ورغم أخذ هذا الحدث التاريخي البارز زمام امور الاهتمام فإن الزيارة نبهت الى حجم المشترك العميق بالعراق، وشددت على ضرورة صياغة مناطق وسطى بمجرد التعالي عن الخصوصيات الضيقة والمصالح الحزبية والفئوية من اجل مصلحة العراق وشعبه. كما انها فرصة مواتية للشعب ان يضع قداسته حجر أساس عالميا لحريتنا بكلمة منه تؤيد إرادة الشعب في الحق والحرية والعدل والكرامة.
بما أن البابا قبل وصوله للعراق قال: (سأصلي من أجل أرض الحضارات والمعاناة).
فالعراق مهد الحضارات الضاربة في بطون التاريخ ومأوى الأديان ومحط رحال الرسل والأنبياء، وان المسلمين والمسيحيين وباقي الاديان السماوية بكل طوائفهم مواطنون عراقيون لهم حق المواطنة بالتساوي في الحقوق والواجبات.
وشعب العراق رغم العوز وضغوط الحياة بطبيعتهم كرماء يحبون الضيف خاصة اذا كان هذا الضيف قداسة الحبر الاعظم الآتي من غرب الكرة الأرضية للاعتراف بحق العراق لأن يتبوأ هذه المكانة الرفيعة المرموقة.