{صليب لامبيدوزا} يطوف مدن انكلترا ليجسد الأزمة والأمل

الصفحة الاخيرة 2021/03/16
...

هارييت شيروود
ترجمة: ليندا أدور
 
 
 
ستشمل العديد من المتاحف والمعارض والقاعات الفنية والكاتدرائيات في انكلترا، تلك هي الجولة المقرر أن يقوم بها، في وقت لاحق من هذا العام، صليب مصنوع من حطام قارب للاجئين انقلب في البحر الأبيض المتوسط في شهر تشرين الأول من العام 2013، لتشجيع النقاش وتسليط الضوء على معاناة المهاجرين.
يعد الصليب، الذي اقتناه المتحف البريطاني في لندن قبل خمس سنوات، واحدا من مجموعة صلبان قام بنحتها فرانشيسكو توتشيو، نجار من جزيرة لامبيدوزا الايطالية، القريبة من الساحل التونسي، اذ قام بصنع "صليب لامبيدوزا"، وهو الاسم الذي أطلق عليه فيما بعد، في أعقاب مأساة غرق زورق لاجئين كان على متنه 466 شخصا من جنسيات صومالية وارتيرية، عندما اشتعلت النيران فيه لينقلب بعدها ويغرق في مياه البحر القريبة من الجزيرة، موديا بحياة 311 شخصا، فيما نقل 155 آخرين ممن نجوا من المأساة الى كنيسة في لامبيدوزا، اذ سارع السكان لتقديم الطعام والكسوة لهم، الى جانب دفن الجثث التي جرفتها المياه الى شواطئ الجزيرة، صنع توتشيو صليبا لكل فرد من الناجين، إضافة الى صلبان أكبر حجما كرموز للمجتمع. 
سيصاحب عرض الصليب، عرض لـمصغرات 12 قاربا للفنان السوري المولد، عصام كرباج، مصنوعة من واقيات طين الدراجات وقد ملأها بعيدان ثقاب محترقة، تعبيرا عن أولئك الذين يخاطرون بعبور المتوسط من شمال افريقيا باتجاه أوروبا، وهي جزء من سلسلة فنية له حملت عنوان "مياه داكنة، عالم محترق"، يقول كرباج عن الثقاب المحترق بأنه: "يعكس الألم الذي كان يحمله هؤلاء النساء والأطفال والرجال معهم، بينما يربط الراتنج العيدان الى بعضها، تماما كما نرتبط ونمسك وندعم بعضنا البعض في الأوقات العصيبة". 
عن الصليب الذي سيجول مدن مانشستر وهاستينغ ودربي وأيبسويتش وبريستول وروشستر، يقول هارتويغ فيشر، مدير المتحف البريطاني، ان: "خشب الصليب يذكرنا بالطريق الذي سلكه، ليس فقط هؤلاء اللاجئون الذين راهنوا بكل شيء على أن هذه القوارب ستنقلهم بأمان، بل بالبشرية جمعاء، على مر التاريخ، الذين ركبوا رحلات محفوفة بالمخاطر كهذه طلبا للجوء والأمان".
 
*صحيفة الغارديان البريطانية