الفنانة التشكيلية سهى المحمدي لـ {الصباح}: أشارك الأزرق حزنه والأحمر صخبه والبرتقالي وضوحه

الصفحة الاخيرة 2021/03/16
...

الصباح: ضياء الاسدي
اللون يفرض هيبته في اعمالها الابداعية التي تحمل بصمتها، حالما تحدق في فضاء اللوحة، تحيلك رسوماتها الى دهشة حقيقية، وهي تدلف للرسم من منبر التصميم التي برعت فيه وصاغت العديد من أغلفة الكتب الأنيقة، أقامت المحمدي عدة معارض في دول عربية واوروبية، حاملة اسم العراق في صدور لوحاتها التي نحتت مواضيعها بإبداع متناهٍ.
كما صاغت في لوحات اخرى قصص الاحتجاج في فلسطين التي تنحدر من ارضها من جهة الأم، وتوثيق حق الحياة في هذا البلد المغتصب، انها الفنانة التشكيلية العراقية المغتربة في الأردن سهى المحمدي.
تحدثت عن فلسفة اللون في لوحاتها قائلة: "للون عندي قصة اخرى، نابعة من قراءتي لفلسفته ومعناه واصله، وبماذا يرتبط، وقبل كل هذا التنوير، نابع من احساسي، انا لا استخدم اللون بل العب معه، اتماهي مع شخصيته، اشارك الازرق حزنه، والاحمر صخبه، والبرتقالي وضوحه، واحيانا افرض الوانا معينة  قبل البدء باللوحة، يقررها موضوعها، حتى  يعطي اللون فيها بعدا ومعنى، هذا  القرار لا ينجح  دائما، فالألوان الاخرى تستدعيني لحضرتها أثناء العمل، فأشعر أن لكل لون شخصية، وطعماً وأثراَ". 
وبشأن تأثير التصميم في لوحاتها، بيّنت أن" دراستي الأكاديمية هي التصميم، لذا استغل المساحة حتى في الاختزال، ما أثر في طريقة رسمي، فالفراغ  يستفزني، لذلك استخدمه ضمن تكوين اللوحة، هناك اساسيات مثل الكتلة والهارموني، يعمل عليها في تكوين اللوحة،  فأستغل الفراغ  كجزء منها، وبالحقيقة هنا ايضا يدخل الإحساس كتعبيرية، ما يجعلني في مرات كثيرة، اكسر قاعدة اكاديمية، وانحو بالفكرة نحو الجمال".
وحول متى تستدعيها الفرشاة، اشارت الى أن" في كل دقيقة حتى وانا لا ارسم، افكر بالخامات والألوان، اشحن روحي بالشعر والأغنيات، بهواجسي، وشخصيات المدن التي اتنقل فيها وروحها، وكل ما تقع عليه عيناي، لكي اذهب به للرسم، انا وفرشاة الرسم حبيبان لا نفترق".
وعرجت المحمدي على غربتها ومدى تأثيرها في اعمالها قائلة: "الغربة بالمطلق فرضت علي ولم اخترها، لكنها فتحت آفاقاً كثيرة في شخصيتي، مثل اطلاعي على الفنون في الغرب وافريقيا، فضلا عن تقبلي للآخر، ما صقل لي شخصيتي وأثر في طريقة رسمي"، مبينة "تعلمت الكثير من الغربة، وأهم ما تعلمته خصوصيتي كعراقية في الرسم، وهذا ما يميزني، فلوحاتي المعروضة بين فناني الغرب، كانت تستدعي الزوار، الذين يميزون الشرق فيها، وربما الحزن الذي خلفه دائما اسم بلدي".