لقاء ثان بين عون والحريري بعد غد الاثنين

الرياضة 2021/03/20
...

  بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
هدأت قليلا محركات الصدام بين الرئيس اللبناني ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري في أعقاب لقائهما السابع عشر في قصر بعبدا وشهد الدولار أمس الجمعة انخفاضاً واضحاً مسجلاً 11200 بعد أن لامس في الأيام الاخيرة عتبة الـ15000، وراح الجميع وهم يحبسون أنفاسهم يترقبون الفرصة الأخيرة التي أشار إليها الحريري، بينما يحضر لبنان بكل سخونته في مجلس الأمن الدولي في نيويورك حيث دار سجال حاد بين ممثلي لبنان وإسرائيل. 

 
رئيس الحكومة المكلف حمل معه الى الرئيس عون مظروفاً يحوي أسماء تشكيلته المؤلفة من 18 وزيراً، ويبدو ان الرئيسين لم يستغرقا في مناقشة التفاصيل خشية أن تحضر "شياطينها" وتفسد الإيجابية النسبية التي تمخض عنها اجتماعهما الحذر ولمسها المراقبون عبر تصريحات الحريري من قصر بعبدا، إذ قال: "يجب وقف انهيار بلدنا وإعادة ثقة المجتمع الدولي في لبنان، إذ اتفقت مع الرئيس عون على مواصلة الاجتماعات بهدف الوصول إلى تشكيل حكومي بأسرع وقت ممكن"، وتأكيده على إننا "اليوم أمام فرصة جديدة نأمل أن نصل الى نتيجة، وهدف أي حكومة وقف الانهيار ومعالجة الازمة الاقتصادية".
ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها "الصباح"، فإن اللواء عباس إبراهيم قد قام بجهد مكثف منذ مساء الخميس الماضي وحتى أوقات قليلة قبيل التئام لقاء الرئيسين، حيث أجرى سلسلة تواصل بين كل من "بيت الوسط" و"قصر بعبدا" و"عين التينة" لرفع الألغام التي من شأنها أن تنسف اللقاء، ونجح إبراهيم بدعم من رئيس مجلس النواب نبيه بري، بينما أشارت مصادر واكبت اللقاء المذكور "أن جدية التباحث بين عون والحريري تكمن يوم الاثنين القادم، وقتها فقط يمكن الحكم على مدى إيجابية المسار، فالأمور تقتضي جهداً ووقتاً أعمق حتى تنضج، والرئيس المكلف هذه المرة بدا في صورة المنفتح على عدة صيغ في مقاربة تشكيلته رغم تشديده على كونها من 18 وزيراً ومن الاختصاصيين".
في الأثناء، وجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله نصيحة للرئيس سعد الحريري مفادها بعدم السير في حكومة الاختصاصيين لأنها لن تصمد في هذه المرحلة بتأكيده على  وجوب "إعادة النقاش في هوية الحكومة بل يجب اشراك كل القوى السياسية وعدم السماح لأحد بالهروب من المسؤولية وخاصة من كان طوال الفترة الماضية له مسؤولية في البلد، فالجميع يجب أن يحمل كرة النار وليس فقط الرئيس المكلف لأن هذه الكرة قد تودي به وبالبلد".
وسبق اللقاء بين الرئيسين، سجال عنيف تمثل في الكلمة المتلفزة للرئيس ميشيل عون والتي ذكر فيها "بعدما تقدم رئيس الحكومة المكلف بعناوين مسودة حكومية لا تلبي الحد الأدنى من التوازن الوطني والميثاقية، ما أدخل البلاد في نفق التعطيل، فإني أدعوه إلى قصر بعبدا، من أجل التأليف الفوري للحكومة بالاتفاق معي، وفق الآلية والمعايير الدستورية المعتمدة في تأليف الحكومات من دون تحجج أو تأخير".
فرد الرئيس المكلف ببيان جاء في جانب منه: "بما أنني قد زرت فخامة الرئيس 16 مرة منذ تكليفي بنفس الهدف الذي وضعه فخامته، للاتفاق على حكومة اختصاصيين غير حزبيين، فإني أجيبه بالطريقة نفسها أنني سأتشرف بزيارته للمرة السابعة عشرة فورا إذا سمح جدول مواعيده بذلك، لمناقشته في التشكيلة الموجودة بين يديه منذ أسابيع كثيرة، والوصول الفوري إلى إعلان تشكيل الحكومة".
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صاحب المبادرة المعطلة لحلحلة الأزمة اللبنانية، والذي كان يراقب تفاقم الاوضاع اللبنانية من باريس، فأكد أننا "نحتاج لتغيير النهج والأسلوب في الأسابيع القادمة في ما يتعلق بلبنان". 
في الأثناء وبعيداً عن جغرافية لبنان، دار سجال حاد بين مندوبي لبنان وإسرائيل في مجلس الأمن الدولي بعد نعت ممثلة الدولة العبرية حزب الله بـ"الإرهابي"، فرد المندوب اللبناني في الأمم المتحدة، سليم بدورة مستنكراً ما ورد على لسان نظيرته الإسرائيلية، واصفاً كلامها بـ"الافتراء والتدخل السافر من قبل إسرائيل التي تحتل أجزاء من لبنان".