اليوم الدولي للسعادة

آراء 2021/03/21
...

  حميد طارش 
 
 
في عام 2012 اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها بتحديد يوم عالمي للسعادة، فكان يوم 20 آذار من كل عام وقد بدأ الاحتفال به من عام 2013، في محاولة للتنبيه بحق الناس في السعادة واتخاذ ما يلزم من نشاطات بشأنها، وقامت الامم المتحدة بخطوات جادة في سبيل تحقيق السعادة لجميع الناس، فكان إعلانها لأهداف التنمية المستدامة في عام 2015 والتي ترى فيها المنظمة الدولية تطهيرا لكوكب الارض من الفقر، وتمتع سكانه بالسلام والرخاء، وبذلك تتحقق رفاهيتهم وسعادتهم، وقد تضمن الاعلان المذكور سبعة عشر هدفا يترابط ويتكامل في ما بينهم، لتحقيق هدف السعادة المنشود اذا ما سعت الدول الى العمل الجاد 
والمخلص.
 كما وضعت برنامج الامم المتحدة الانمائي وهو احدى وكالاتها المختصة في مجال التنمية في خدمة دول العالم، خاصة الدول الفقيرة، كما حددت عام2030 العام المفترض للانتهاء من تحقيق تلك الاهداف، وهذه الاهداف تتلخص بالقضاء على الفقر والجوع وتأمين مستلزمات الصحة والتعليم، والقضاء على التمييز بجميع انواعه والمحافظة على البيئة واقامة علاقة متوازنة بين الانسان والطبيعة، لتجنب الاحتباس الحراري والتعايش السلمي واقامة العدل وإنشاء مؤسسات قوية وعقد الشراكات بين الجميع ومن اجل الجميع، وهذه الاهداف ليست مجرد أحلام، بل هي تحققت، او في طريقها الى ذلك، في العديد من دول العالم بدليل دولة فلندا والدول الاسكندنافية، تتصدر في كل سنة قائمة الدول الاكثر سعادة في العالم بحسب التقرير السنوي للسعادة، الذي تصدره شبكة الحلول المستدامة التابعة لمنظمة الامم المتحدة، والمعايير التي اعتمدت في تصنيفها هي مستوى الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومقدار الناتج الاجمالي وحصة الفرد فيه، وغياب الفساد المالي والاداري وحرية الافراد واستقلاليتهم في صنع القرارات ومستوى الصحة العامة للسكان، وتوفر فرص العمل ومقدار متوسط العمر، ووجود الدعم الحكومي والاجتماعي للافراد عند تعرضهم لظروف صعبة، ما يعني أن السعادة حقيقة وليست احلاما، كما يرى البعض ولهم العذر في ذلك، بسبب معاناتهم المستمرة وغياب العمل الجاد لانتشالهم منها، ومن هنا جاءت الاسباب التي دعت الى تحديد يوم عالمي للسعادة، للتنافس بين الدول في تحقيق اكبر قدر ممكن من السعادة
 لشعوبهم.