أغانٍ منسيَّة تعود للواجهة

الصفحة الاخيرة 2021/03/22
...

سامر المشعل 
هناك أغانٍ لم يحالفها الحظ بالانتشار، بثت لفترات محدودة، ولم تخدم اعلاميا، ثم طواها النسيان واندثرت تحت غبار الزمن، وفي لحظة تاريخية أو من قبيل المصادفة تعود هذه الاغاني الى الواجهة من جديد وتصبح أغنية الشارع، وتتم اعادة الاعتبار لهذه الاغنية ولمطربها، ولسوء الأقدار أن الكثير من مطربي هذه الاغاني، يكونون قد غادروا الحياة من دون ان يتذوقوا نشوة الشهرة لأغانيهم، التي جاءت
 متأخرة.
ومن هذه الاغاني، هي أغنية “هلا بك يالغالي هلا بك” التي استقبل بها بابا الفاتيكان أثناء زيارته للعراق، للفنان الدكتور فاضل عواد وأصبحت هذه الاغنية على لسان كل من شاهد مراسيم الاستقبال، بل اكتسبت هذه الاغنية شهرة عالمية، وسمعها وشاهدها أكثر من مئة مليون شخص في ليلة وضحاها، بينما كانت قبل ذلك أغنية مهملة ومنسية ولم تحفل أي اذاعة أو محطة تلفزيونية في تقديمها.
كذلك نشرت مجموعة من الشباب وفي جلسة عفوية أغنية يتناوبون على ادائها للفنان عبادي العماري وهي أغنية “طارش رحت للبصرة”، فينتشر هذا الفيديو مثل النار بالهشيم، وتحقق هذه الاغنية بصوت هؤلاء الشباب شهرة منقطعة النظير، ويصبحون حديث الاعلام والسوشل ميديا، لتعود هذه الاغنية المنسية الى الواجهة، بشهرة غير متوقعة حتى من قبل مطربها الراحل عبادي العماري.
وعودة الى الفنان فاضل عواد، الذي حقق نجومية كبيرة منذ اول ظهور له باغنية “لا خبر” التي هي بالاساس أغنية مرفوضة، سبق أن قدمها الفنان حسين السعدي وهي من الحانه ايضا، وكلمات الشاعر طارق ياسين، كان قد قدمها السعدي الى الاذاعة وتم رفضها، وفي مصادفة غريبة يعثر الفنان فاضل عواد على الاغنية في كيس جمعت فيه نفايات الاذاعة، ليلتقط ورقة سقطت من هذا الكيس فيه هذه الاغنية، فيعجب بها، ويعاود تقديمها بصوته بعد استحصال الموافقة من الفنان حسين السعدي، ومن حسن حظ الفنان فاضل عواد إن مدير الاذاعة آنذاك قد تبدل، وتمت الموافقة على تقديم الاغنية لتحقق شهرة كبيرة للفنان فاضل عواد منذ اول ظهور له وحتى الآن.
هذا وقد استقبل الجمهور العراقي بفرح ودهشة أغنية “على مود ابو عيون السود”، التي اعادت تقديمها النجمة المصرية أنغام بصوتها، وهي أغنية للمطرب الشعبي صباح الخياط، لتعود هذه الاغنية للواجهة بعدما كانت أغنية مهملة، ونالت الاهتمام والبث المتواصل بعد غنائها من قبل المطربة انغام، لتعيد الاعتبار الى مطربها، الذي اخذ ضوء الشهرة ينحسر
 عنه.
وهناك الكثير من الأغاني، التي ظُلِمَت إعلاميا ولم تنل ما تستحق، ثم تأتي لحظات غير معلومة تعود بها هذه الاغاني من جديد الى الواجهة وتنال ما لم يخطر بالحسبان من الشهرة
 والانتشار.