حسين علي الحمداني
مصير العام الدراسي للسنة الثانية على التوالي يبدو أنه يسير في طريق متعرج، لا أحد يعرف نهايته، وعملية حسم العام الدراسي عليها أن تكون مدروسة وليست قرارات متسرعة، كما حصل في العام الماضي، الذي انتهى بطريقة ربما أقنعت البعض،
لكنها كانت سلبية جدا على الوسط التربوي في البلد.
اليوم نجد وزارة التربية تعيش ذات الأزمة التي حصلت العام الماضي،
ولا تجد الحلول المناسبة لنهاية العام الدراسي، الذي بدأ متأخرا ومتقطعا عبر تخصيص يوم واحد لكل صف دراسي،
ومن ثمَّ عملية التعليم خاصة في المرحلة الابتدائية، لم تكن ذات قيمة علمية يعتمد عليها في إيجاد مخرجات دراسية تؤهل التلاميذ للانتقال من مرحلة إلى أخرى.
وبما إن جائحة كورونا باقية وممكن أن تحدث في أي وقت من الأوقات، ولأن هنالك ضررا كبيرا أصاب عملية تعليم التلاميذ في المرحلة الإبتدائية بشكل خاص،
لهذا نجد أن على وزارة التربية أن تعالج هذا الخلل عبر طرح مناهج دراسية جديدة على الأقل للصفوف الأولية للدراسة الابتدائية (الأول، الثاني، الثالث) للعام الدراسي المقبل، يكون هدفها تعلّم القراءة والكتابة وتجميد المناهج المعمول بها حاليا،
لأنها لم تعد ملائمة للمرحلة الحالية، بسبب عدم إكتمال عملية تعلم الحروف الهجائية للصف الأول والثاني وفي العام الدراسي المقبل يصل الخلل للصفوف الأخرى.
إن هذه المناهج المقترحة إن رأت النور من شأنها أن تركز كما أشرنا على تعليم التلاميذ القراءة والكتابة من جهة،
ومن جهة ثانية ردم الفجوة التي حصلت بسبب جائحة كورونا وغلق المدارس وتقليل ساعات الدوام، وحذف الكثير من المواد الدراسية، وبالتأكيد هنالك مقترحات كثيرة لطبيعة وأهداف المنهج المقترح الذي يدمج بين قراءة الأول الابتدائي والثاني بشكل يؤمن الهدف من التعليم، مع الأخذ بنظر الاعتبار إن عدم إجادة القراءة والكتابة باتت ظاهرة ليس في المدارس الإبتدائية فقط،
بل وصل للدراسة المتوسطة والإعدادية ولا نبالغ إن قلنا في الجامعات أيضا.
وخلاصة ما يمكن قوله علينا إعادة النظر بالمناهج الموجودة حاليا والاستعداد للعام الدراسي المقبل بشكل يتناسب والظروف الموجودة.