المنتخب الوطني

الرياضة 2021/03/24
...

علي حنون
عندَ كُل تجمع للمنتخب الوطني، تنبري بعض الأصوات سواء بين المعنيين بكرة القدم أو من المحسوبين على المُتابعين لها، بينها من تصدح مدحا وأخرى تصرح قدحا، رافضة مُنتفضة على حسابات واختيارات المدرب للأسماء مع أن المُتمعن بالقائمة يجدها هي ذاتها منذ سنوات والتغييرات الطفيفة، التي تطرأ عليها بين مناسبة وأخرى هي رهينة أسباب اما إدارية أو فنية، وان الإضافات الجديدة، التي يُسجلها كاتانيتش تتعلق بما ذكرناه، سوى ذلك، فأن المعروف عن السلوفيني انه ليس من (هواة) التجديد.
معلوم أن المدرب هو من يعتلي منصة الإشادة عندما تأتي النتائج ايجابية وهو من يتلقى (سياط) اللوم والانتقاد في حال تعثرت الرحلة، وعليه فانه سَيركن الى اختيار العناصر، التي يُؤمن بقدراتها الفنية وأهليتها في التعاطي الايجابي مع قراراته، من هنا فان مُغادرة ساحة الاجتهاد والابتعاد عن التأثير فيما يعتقد فيه من الحكمة الشيء الكثير.. نعم نُبدي وجهات نظرنا بصدد الأداء لكن رؤيتنا جميعا في هذا الشأن لا تعدو كونها مُجرد آراء داعمة، معنويا، وغير مُلزمة.
لقد ظهرت في الفترة الأخيرة رغبة لدى الأصوات، التي تعتقد أن صداها بلغ الفضاء، الذي يُمَكنُها من فرض حضورها، ويَشفع لها في إنشاء ساحة تأثير في قرارات المُدرب لإبعاد لاعب أو اختيار آخر، وهي حالة غير سوية ولابد من دحضها بفلسفة يسير عليها أهل المنظومة  ويُساندون فيها جهد الكادر التدريبي، الذي أكد وفي غير مناسبة انه لن يسمح للآخرين بالتدخل في الشؤون الفنية للمنتخب، طالما ان الكادر التدريبي يعي مسؤوليته ويُدرك انه في حال استجاب لضغوطات بعض المنصات، سيبقى أسير تأثيراتها باستمرار.
المنتخب الوطني يعيش تحت سقف المُنافسات والثبات على تشكيلة أساسية هو المطلوب لذلك نرى أن قناعة كاتانيتش حاضرة بالتشكيلة، التي خاض بها مُعترك بطولة الخليج الأخيرة والأمم القارية وكذلك رحلة التصفيات العالمية، ويبدو انه راض كذلك عن الأسماء، التي تدونها مُفكرته ويَعدُها الأفضل بين الوجوه المُتاحة، لاسيما أنها وصلت مرحلة مُتقدمة من الانسجام واكتساب خبرة أداء الاستحقاقات الدولية، فضلا عن أنها استوعبت الفكر (الخططي) للمدرب، وانغمست في رؤيته التدريبية، فبات من الصعوبة جدا الاستغناء عن أي منها، إلا في حالات استثنائية لا مناص منها.. كما وان المُسابقة المحلية الممتازة لم ترتق في جانب منافساتها الى الدرجة الفنية، التي يُمكن من خلالها رؤية وجوه جديدة تُساير فلسفته باستثناء، لاعبين أو ثلاثة، إلا انه من غير المنطقي، الاعتماد عليهم وزجهم للمشاركة المُباشرة في الاستحقاقات الرسمية القريبة القادمة.
علينا أن نعي انه ليس كُل لاعب نراه يُؤدي بصورة ايجابية في بعض مباريات الدوري يستحق التواجد مع المنتخب، خاصة في (فورمة) الاستحقاقات الدولية، وليس كُل لاعب سجل هدفا أو هدفين يكون بالضرورة، مُؤهلا لمُرافقة التشكيلة الوطنية، فثقافة تقبُل الضغوطات وتبعات تمثيل الكرة العراقية في البطولات الدولية، تختلف جذريا عن التواجد مع ناد في مُسابقة محلية.. نعم التغيير مطلوب لكنه يتطلب دراسة وافية ووقتا مُناسبا لا يكون فيه المُنتخب خاضعا لمباريات مُهمة.