التكامل العربي

آراء 2021/03/27
...

 
 حسين علي الحمداني
 
يدخل العراق مرحلة مهمة عبر تفعيل علاقاته بمحيطه العربي والإقليمي من خلال القمة الثلاثية التي جمعت العراق بكل من مصر والأردن في بغداد التي باتت اليوم محطة مهمة، وهذه القمة لها أهمية كبيرة في أبعادها السياسية والاقتصادية من جهة، ومن جهة ثانية أن يأخذ العراق دوره الحقيقي في المنطقة كدولة قادرة على أن تلعب دورا مهما في استقرار المنطقة وتنميتها، بما يمتلك العراق من قدرات كبيرة من شأنها أن تكون عاملا قويا في صياغة رؤية جديدة للمنطقة، التي عانت من التوترات سنوات طويلة سواء في الجانب الاقتصادي أو الأمني، لما يمتلك العراق من خبرة كبيرة جدا في مقارعة القوى الإرهابية والقضاء عليها.
لهذا نجد أن الرأي العام العراقي ينظر بكل إيجابية لتطوير العلاقات بين العراق والدول العربية، تلك العلاقات التي شهدت فتورا كبيرا ما بعد 2003 وقد نجح العراق في كسر هذا الفتور عبر الكثير من الزيارات والمبادرات، التي أثمرت عن عودة العلاقات بشكلها الطبيعي في الفترة الأخيرة، خاصة مع دول الخليج العربية وفي مقدمتها السعودية وفتح المعابر الحدودية معها وهي ما يعكس رغبة البلدين في تعزيز العلاقات الثنائية.
ومن هنا إن القمة الثلاثية هي نتيجة طبيعية للعلاقات العراقية مع كل من مصر والأردن، وتعكس كما أشرنا رغبة مشتركة في تطويرها لما يخدم مصالح هذه الدول وشعوبها، التي تتطلع لمستقبل أفضل خاصة في هذه المرحلة، التي تشهد بداية النهائية للكثير من الأزمات التي عصفت بها وفي مقدمتها نهاية الخطر الإرهابي عبر القضاء على العصابات الإرهابية مضافا لذلك مبادرات وقف الحرب في اليمن واستقرار ليبيا، وهذا ما يعني أن هنالك رغبة كبيرة جدا لدى دول المنطقة والمجتمع الدولي لانهاء مشكلاتها وتصفيرها والتوجه نحو مرحلة جديدة هدفها الاستقرار والتنمية وهو ما سعى له العراق مرارا في السنوات
 الماضية.
ويمكننا القول إن هذه القمة من شأنها أن تمهد الطريق لخطوات أخرى قادمة من قبل الكثير من الدول، لأن يحط مسؤولوها رحالهم في بغداد من أجل صناعة أمن واستقرار ورفاهية المنطقة وفي مقدمتها العراق.