تنويعات على الأحزان

الصفحة الاخيرة 2021/03/28
...

حسب الله يحيى 
 
في المألوف الذي لا يثير الانتباه كثيرا، أن الافراح تأتي متباعدة وشبه مفقودة في حياتنا الراهنة، في حين نجد الاحزان والاوجاع وثقل الزمن، تأتي كلها تباعاً او دفعة واحدة معاً، ولا ادل على ذلك من هذا الفقدان الموجع لاربعة من اعلام الثقافة والابداع مع تنوع اهتماماتهم وخطاباتهم.
 فيهم المناضلة والكاتبة والطبيبة المجدة والمجتهدة الدكتورة نوال السعداوي التي دافعت عن قضايا التحرر و الحقيقة والعدل طوال عمرها الذي تجاوز التسعين عاماً، بينما كان الدكتور كمال مظهر احمد ابرز الاكاديميين والمؤرخين في العراق، ولم يختلف بشأن دقته و موضوعيته ورأيه وحرصه اي من المعنيين في شؤون المعرفة، ولم نجد أياً من زملائه ومتابعي نشاطه الثقافي والاكاديمي يفصل قوميته الكردية عن هويته العراقية التي عرفت بالوطنية التقدمية، ولم يغب عن بالنا نحن الاباء ولا ابنائنا ولا احفادنا وجهاً ألفناه يشيخ وهو في مقام الروح الطفولية الباسمة والمتفائلة والحميمية مع علاقتها المعنية باطفالنا، انه الدكتور شفيق مهدي الذي حرص على أن يظل اميناً لثقافة وادب الاطفال تحديداً، حتى عرف به وصار وشماً جميلا في مسيرة حياته التي كانت حافلة بالعطاء المثمر.
 ويأبى النوع الثقافي أن يتخلى عن الضحكة النقدية الشجاعة رسام الكاريكاتير الرائد بسام فرج الذي دأب على أن يغذي عالمنا برسومه الكاريكاتيرية الفذة التي كانت تلاحقنا من مطبوع الى آخر، لتظل محفورة في الذاكرة وهي تقاتل بالابداع من اجل الانسان ودفاعه عن قضاياه الملحة بصدق نبيل وعطاء مخلص.
هذا الرباعي الذي شكل روافد من مكونات ثقافتنا؛ سيظل خزينا دائم الخضرة في ايامنا الماضية والحاضرة والمستقبلية، ذلك لانه من نبض ذهنيات ظلت يقظة وفاعلة ولها موضع النبض في قلوبنا وذاكرتنا.