استراحة محارب

الرياضة 2021/03/30
...

د.عاصفة موسى
بعد ان حطت معركة انتخابات الاولمبية اوزارها، واعلنت نتائج الفوز، لا يتصور البعض ان القادم سيكون اسهل، بل بالعكس فان هذه التشكيلة الجديدة امامها طريق طويل وايضا عسير ما لم تطرح خططا مدروسة، وتنفض عنها غبار الخلافات والصراعات الشديدة التي سبقت الانتخابات.
هناك من يتحدث عن ان المكتب التنفيذي الجديد افتتح باكورة اعماله بمخاطبة الاولمبية الدولية للسماح لاعضائه بتبوئ اكثر من منصب على خلاف ما كان متوقعا، ربما هذا المطلب سيكون واقعيا في دولة غير العراق التي تمر بظروف غير طبيعية، وتعاني الرياضة فيها من مشكلات عقيمة احد اهم اسبابها هو اللهاث وراء المنصب والاستئثار باكثر من موقع واحتكاره لوقت طويل، من هنا يأتي رفض الخطوة التي خطاها المكتب التنفيذي، وهي تشكل بداية غير سارة من خلال اصرار البعض على تفصيل الرياضة على مقاس مصالحهم الشخصية وليس على اساس المصلحة العامة التي ينشدها الجميع رياضيون واعلام وجمهور، بالله عليكم ما فائدة ان يحتكر عضو ما منصبين واكثر، والرياضة بالمجمل تشكو الكثير من الاختلالات وتعاني من غياب خطط الارتقاء بواقعها.
لا نريد ان تتكرر دوامة العمل السابق للجنة الاولمبية، الرياضة بحاجة الى تجديد في الخطط المطروحة التي من شأنها معالجة المشكلات من جذورها، ونتمنى ان لا يكون الكرسي والموقع والمال هو الغاية، بل التطوير والتغيير الإيجابي ورفع شأن الرياضة داخليا وخارجيا هو الاهم، وان يكون التوجه العام نحو القاعدة واعداد المواهب الصغيرة في جميع الالعاب ليكونوا ابطالا في المستقبل عسى ان يحظى العراق بوسام اولمبي ثان، بالإضافة الى ذلك اشاعة ثقافة الرياضة كنهج مجتمعي، واستحضار قيمها التي  من خلالها نبني شخصية الرياضي وننمي ثقافته ونرسخ الروح الرياضية لديه، دعونا في المرحلة الحالية التفكير في الكيفية التي نسترجع فيها ألق الرياضة العراقية، وعدم اللهاث وراء المشاركات الخارجية غير المهمة التي تستنزف المال وتستهلك الرياضيين وتتخم جيوب المنتفعين، الرياضة العراقية بحاجة الى استراحة محارب تعيد من خلالها ترتيب اوراقها وتؤشر مكامن الخلل اينما وجد وتضع المعالجات الناجعة، وهذه كلها لن تتم بدون ترميم البيت الداخلي للرياضة، على أن يكون الترميم بأياد عراقية خالصة ومخلصة وليست بأياد أجنبية، فما حك جلدك مثل ظفرك.