لن تجدها .. في غوغل

الرياضة 2021/03/30
...

علي رياح  

 
لا تُرهق نفسك . فأنت مهما حاولت البحث في محرك غوغل، وتحايلت عليه، فإنك لن تجد هذا الصنف من العلامات الفارقة في تاريخ الكرة العراقية .. المحرك يعمل بقوة دفع المنشورات التي تغذيه وهي غالبا جديدة أو مُستجدة ولن يزيد عمرها عن سنوات أو عقد أو عقدين إلا ما ندر، أما أصل الحقائق فيحتاج إلى بحث من نمط آخر فيه الرغبة العارمة في سبر اغوار المجهول . إنها العودة إلى الجذور!  
مثلا ، لن تجد وصفا للكيفية التي أفسد فيها سبعون ألف متفرج مباراة العراق مع مصر بكرة القدم خلال الدورة الرياضية العربية (صحيفة الملعب - 1965).  
ستجد خبرا مألوفا بلغة زمان ولكنه غير ممكن أو معقول في يومنا هذا: نادي الجنوب البصري العريق يعتذر عن ملاقاة فريق النادي الإسماعيلي المصري وهو في أوج عظمته وقد كان الدراويش بطلا لأندية أفريقيا ، ويعتذر كذلك عن استقبال سراييفو اليوغسلافي الشهير (صحيفة الملعب – 1969).  
لن تجد في الغوغل أن حارسنا الدولي الكبير رعد حمودي الذي كان نجم حماية الشباك دوليا بين عامي 1976-1987، كان ضحية خمسة أهداف هزّت مكانته بعنف خلال مباراة ودية بين منتخب العراق العسكري ونادي سيسكا البلغاري عام 1977 ، حتى أن الألماني رايشلت الذي كان مدربا لمنتخبنا العسكري اضطر إلى إخراج (الحارس المتألق دوما) والزجّ ببديله كاظم شبيب 
(صحيفة الرياضي – 1977).  
خسرنا أمام الكويت بهدفين مقابل أربعة أهداف في المباراة الحاسمة لإحراز لقب الدورة الرابعة لكاس الخليج العربي في الدوحة عام 1976، فظهرت تبريرات شتى وسط الحزن العميق الذي اجتاح العراقيين، لكن مدافعنا الكبير رحيم كريم اعتبر أن النتيجة كانت (2-3) ، وكان يرفض الاعتراف بالهدف الرابع الذي أحرزه عبد العزيز العنبري في الوقت القاتل من المباراة حين هرب بالكرة وعجز رحيم عن اللحاق به وسدّد الكرة من فوق حارسنا رعد حمودي. (صحيفة الرياضي – 1977).  حين كانت للدينار العراقي قيمته التي كنا نفاخر بها ونباهي بقوتها كل الدنيا، كان القرار الحكومي بتخصيص مئة مليون دينار عراقي (330 مليون دولار أميركي في قيمة صرف ذلك الوقت) وذلك لإنشاء مدينة رياضية في بغداد .. ذهب المشروع بعد ذلك وصار أثرا بعد عين، وبقيت الملاعب والبنى التحتية الرياضية عقدتنا المستديمة حتى ما قبل عشر سنوات من الآن (صحيفة الرياضي – 1976).  
أحرزنا كاس آسيا للشباب عام 1977 في طهران وحصلنا على تذكرة المشاركة في نهائيات شباب آسيا في تونس خلال العام ذاته، لكننا وبرغم احتفاظنا باللقب الشبابي الآسيوي في العام التالي، فإننا قررنا مقاطعة بطولة شباب العالم بسبب المقاطعة العربية لمشروب كوكاكولا (أيام العنفوان الثوري التقدمي المؤدلج الفارغ) قبل أن يغزو هذا المشروب الغازي أسواقنا وبراداتنا فيما بعد. (صحيفة الرياضي - 1978). استمتع حين أعود إلى أصل المعلومة ومصدرها. صحيح أن الأمر يستوجب جهدا ووقتا طويلين، ولكن لا متعة من دون عناء، بعد أن صار الغوغل ومعه وسائل التواصل الاجتماعي تغذي العقول بالغث والسمين مما تسميه معلومات صرنا نتخذها من المُسلـَّمات!