منير مراد سفير الفرح للذائقة الفنيَّة

الصفحة الاخيرة 2021/03/30
...

بغداد : قاسم موزان 
منير مراد  ( 1922 - 1981 ) المغني والملحن الذي يوصف بأنه فنان متعدد الابداعات غزير الانتاج في التنويعات اللحنية وباعث الفرح والسعادة في النفوس، عاش في اسرة فنية معروفة بتاريخها الفني، فوالده  الملحن ابراهيم زكي الذي حصد شهرة واسعة في بدايات القرن العشرين وهو الشقيق الاصغر للمطربة ذات الصوت الملائكي ليلى مراد. 
كان موريس وهذا هو الاسم الحقيقي الذي سبق اسمه الفني، قد استهل حياته مع بدايات الحرب العالمية الثانية ودخل عالم الفن وتحديدا السينما، اذ اشتغل عامل كلاكيت ثم مساعد مخرج مع رائد الواقعية كمال سليم في الاربعينيات، وشارك في عدد من الافلام منها “انا وحبيبي” مع شادية و”نهارك سعيد” و «موعد مع ابليس»
و «بنت الحتة».
انطلق مراد في معترك الفن بروحه المرحة وابتسامته الشيقة مقرونتين بنوع موسيقي استثنائي تجاوز المألوف السائد، اذ سعى الى تمصير موسيقى الجاز الغربي ومزجها مع الموسيقى العربية، الا انه واجه صعوبة في تقبل المزاج آنذاك لهذا النوع، بعد عقود من ادمان الموسيقى واللحن الذي استساغته الاذن في منتصف القرن الماضي، وجاءت البداية مع أغنية «واحد.. اثنين»، للفنانة الكبيرة شادية، التي جعلت الوسط الفني يعرف القدرات الكبيرة لمنير مراد كملحن، خصوصا مع موسيقاه الراقصة، وقدم اكثر من 3000 لحن لاغلب المطربين منهم عبد الحليم حافظ ومحمد رشدي وشادية وشريف فاضل وعفاف راضي بايقاع سريع لم تألفه ذائقة المستمع آنذاك، لكنه استجاب لها في حينها او في ما بعد اعترافا بابداعه الموسيقي، وصنع لبعض المطربين من الحانه النجومية
 والشهرة .
عرف مراد بوضع الحان الدويتوهات «الاغاني الثنائية»  مثل «حاجة غريبة» التي تجمع بين عبد الحليم وشادية وفي دويتو «الو الو احنا هنا» خلق من فاتن حمامة مطربة مؤدية مع شادية، ولعل من روائعه اغنية “ضحك ولعب وجد وحب” لعبد الحليم وشاركه فيها عبدالسلام النابلسي وزوجته سهير البابلي وقدم له “وحياة قلبي وأفراحه” و”قاضي البلاج” و”بكره وبعده”. 
وقدم أيضا لحنا لافتا هو «قلبي يا غاوي خمس قارات» لفؤاد المهندس وشويكار، مازال يتردد الى يومنا هذا، وقدم الراحل التابلوهات الراقصة التي قدمها مع تحية كاريوكا وسامية جمال ونعيمة عاكف، كما تحمس للعمل مع  لبلبة بعد انتهاء مرحلة تقليد المطربين والمطربات التي اشتهرت بها آنذاك، وقدم لها «فتحت الشيش» و«دنيا» وأغاني فيلم «مولد يا دنيا».
رحل منير مراد عن عالمنا في 17 تشرين الاول 1981 بعد رحلة ابداعية طويلة اتسمت بالتجديد بالحان وموسيقى حداثوية اطرت الحياة بالسعادة والفرح، وشاءت اقدار رحيله أن يتوفى في اعقاب اغتيال الرئيس المصري محمد انور السادات، اذ كان هناك حظر للتجوال ولم يحضر تشييعه الا ثلاثة اشخاص بغياب عشاق فنه ومحبيه، ودفن في مقبرة عبد الحليم حافظ .