سعادة العراقيين

الصفحة الاخيرة 2021/03/31
...

حسن العاني 
لابد من التنويه سلفاً الى معلومة بسيطة، اذ سترد في ثنايا هذه المقالة مفردتا (الحكومة والمعارضة)، وهو ورود افتراضي يراد منه تبسيط الصورة وتقريبها الى ذهن القارئ، لان الحكومة والمعارضة في العراق كما هو معروف شقيقتان  سياميتان متشابهتان الى الحد الذي لا يمكن تمييز احداهما عن الأخرى .
نائب كبير من المعارضة، اشهر من نار على علم، طالما تحدث عن تاريخه النضالي الطويل، وأعاد حديثه مرات ومرات، وهو بحق كذلك كما تقول سيرته الذاتية، ولكن هذا النائب لا يحضر الى البرلمان ولا يراه، الا كما يرى العراقيون هلال العيد،  ذات مرة  وفي احد لقاءاته الفضائية، سأله مقدم البرنامج عن سر غياباته التي تشبه الانقطاع التام، وعن أسباب تنقلاته المستمرة بين بلدان العالم، ابتسم الرجل ورد عليه بلطفه المعهود في الحقيقة انا اخدم بلدي من الخارج، إذ اسعى الى نقل هموم الوطن ومشكلاته وتطلعاته وآماله، الى المحافل العربية والإقليمية والدولية، مثلما اسعى لكسب التأييد والدعم له، واعتقد جازماً ان وجودي في لندن مثلاً او عمان او الرياض او باريس، اكثر نفعاً واعم فائدة من وجودي تحت قبة البرلمان!
ونائب كبير محسوب على الحكومة، هو الاخر اشهر من اسد بابل، هوايته المفضلة هي الظهور شبه اليومي على الشاشات التلفازية، حتى اطلقوا عليه لقب( مدمن الفضائيات الديناميكي)، ويراد بالديناميكي كثير الحركة والتنقل بين الأحزاب، وكثير التغيير في المواقف والآراء .
ذات مرة وجهت له احدى الفضائيات سؤالاً صريحاً [ أستاذ ..انت تطل دائماً على المشاهدين وتطرح افكاراً كثيرة في كل علم وحول اية قضية، ولكن لم يسبق أن رأيناك يوماً في البرلمان، كيف تفسر سيادة النائب هذه الحالة الغريبة ؟!]، فاجاب بهدوئه المعهود [ انا من النواب الذين لا يغيبون ابداً، احضر واسجل اسمي ثم اجلس في كافتيريا البرلمان احاور واناقش واقدم افكاري ومقترحاتي ، وانا مقتنع تماماً بانني اخدم شعبي في تلك الجلسات لكونها في تقديري اكثر نفعاً من الجلوس تحت قبة البرلمان !]، سعيكم مشكور.. ولابد ان السعادة التي ينعم بها العراقيون، مردها الى الخدمات الجليلة التي يقدمها (بعض) النواب من الخارج او في 
الكافتيريا !.