مابعد طشقند ..

الرياضة 2021/03/31
...

خالد جاسم
*المؤكد أن الفوز المعنوي لمنتخبنا الوطني على مضيفه الأوزبكي في المواجهة الودية التي جمعت المنتخبين في العاصمة الاوزبكية طشقند يوم أمس الأول الأثنين قد بعث إلينا جملة من المؤشرات الايجابية المهمة , فالمدير الفني لمنتخبنا السيد كاتانيتش برغم عسر التحضير وضيق الوقت نجح في تحقيق فوز اعتباري أراه كبيرا على المنتخب الأوزبكي الذي يصنف ضمن العشرة الأوائل بين المنتخبات الاسيوية وحظيت مباراته مع منتخبنا بحضور جماهيري لافت يكاد يكون استثنائيا عن ملاعب العالم الأخرى المتلظية مدرجاتها بغياب الجماهير تحت سوط جائحة كورونا اللعينة . نعم هو فوز يشكل نوعا من الحافز المعنوي القوي لفريقنا الذي تنتظره جولات حاسمة في المنامة في طريق التأهل الى نهائيات كأس العالم  , وهنا أشاطر الكابتن كاتانيتش رؤاه وتصوراته حول القادم في مسيرة المنتخب لأنها رؤى واقعية فعلا في استثمار ماتبقى من مباريات ودية يجب العمل على تأمينها بقوة من أجل إعادة الروح كاملة الى كتيبة الأسود طالما الثقة والتفاؤل يبقيان حاضرين إذا ساندنا المنتخب الوطني في المتبقي من المشوار الحاسم , كما جاءت التصريحات الأخيرة لكاتانيتش. 
وان كان معظم فحواها ليس جديدا لكنها في الوقت نفسه قد أكدت صراحة وواقعية هذا الرجل في الكثير من الجوانب المتعلقة بالمنتخب الوطني  كما يمكن اعتباره أمرا إيجابيا من خلال حضور لغة التفاؤل لديه حتى مع اعترافه ضمنا بصعوبة المهمة وجسامة الحدث مجددا الثقة بقدرات لاعبيه المحترفين الذين يشكلون الأسلحة الفاعلة , كما أكدت الأحداث في حسابات هذا المدرب أن مصدر رهانه متجدد على مقدرة بقية اللاعبين في منتخبنا في تجاوز خصومه الأقوياء في المعترك القاري المرتقب . والواقع أن تلك المسحة المتفائلة في كلام المدير الفني للمنتخب الوطني تكاد تبعث رسالة اطمئنان صريحة مع أنها مبهمة بعض الشيء وتحتاج الى زمن قريب عبر التجارب والمواجهات الودية التي تعضد الأسلوب التكتيكي الجديد الذي وضعه كاتانيتش وتوضحت ملامحه واقعيا في مواجهة أوزبكستان ويشكل نوعا من الانتقالة الفنية في إداء منتخبنا برغم تكرار بعض العيوب والثغرات التي في الامكان تجاوزها قريبا سيما أن فوائد المواجهات الودية تكمن في إظهار تلك السلبيات وتشخيصها ثم معالجتها جذريا كما أن ضيق الوقت الفاصل عن انطلاق التصفيات الحاسمة  قد لايتيح له امتلاك العديد من الخيارات وهو أمر يفهم منه عدم قدرة كاتانيتش على إحداث أي تجديد جوهري في صفوف المنتخب من خلال اطرائه على مجموعة اللاعبين الحاليين وهم النخبة المفضلة في مفكرة المدرب وبالتالي فان امكانية الاضافة والتغيير  تبدو مهمة ليست واردة في حساباته في الوقت الراهن وهو أمر لاتنسجم معطياته كذلك مع منطق الأمور في مسيرة التحضير والاعداد اذ أن ضيق الوقت لايسمح بالمعسكرات التدريبية التي لاتنفع في مثل هكذا ظروف كما أن طبيعة الأوضاع الكروية على أرض الواقع عراقيا تفرض على المدرب الاكتفاء بخوض المباريات التجريبية ذات المستوى العالي التي تخدم التوجهات الخططية وانسجامها مع الأفكار التي وضعها تكتيكيا في مواجهة خصومه الأقوياء والذين يعرف المدرب امكانياتهم جيدا كما هم يعرفون وبالتفصيل امكانيات فريقنا الوطني الذي يبقى منتخبا للجميع الواجب عليهم عدم التقصير في دعم مسيرته القادمة بكل تحدياتها الصعبة .