كاتانيتش بين حالين

الرياضة 2021/04/01
...

علي حنون
واقعاً، لا يُمكن لمُنصف أن يبخس اجتهاد لاعبي منتخبنا في الظهور الحسن أمام أوزبكستان، ذلك أن اغلب أفراد التشكيلة قدموا ولو في دقائق مُتفرقة من مقابلة طاشقند الودية، الأداء، الذي يُؤهلهم لان يكونوا من الوجوه الايجابية في تشكيلة الأسود، وهذه حال تجعلنا جميعا نُشيد بالمستوى، الذي تأسس بالطبع على رؤية المدرب كاتانيتش، الذي اثبت من خلال اعتماده على الاسماء، التي احتضنتها قائمة المباراة، انه يمتلك بدلاء يتحلون بخصال فنية جيدة، قادرة على تعويض غياب بعض اللاعبين المُهمين، خاصة وأنهم نجحوا في تقديم أنفسهم بصورة جميلة مُؤطرة بلمحات ستكون مع توالي منحهم الثقة، أجمل وأجمل.
أمر مُسلّم به، أن يركن النقاد والمعنيون بشؤون كرة القدم، الى الخوض في غمار أحداث المُقابلة وتقييم عطاء اللاعبين بالاعتماد على معايير فنية وقياس درجة فلاحهم في تنفيذ المهام المُوكلة إليهم ودرجة الإجادة، التي بلغها كُل لاعب منهم، بمعزل عن جعل النتيجة المُتحققة، مُؤشرا لقياس نقاء الحضور، طالما أن مهنتهم ومُهمتهم تكمُنان في الوقوف على التفاصيل بهدف إعطاء التقييم المطلوب، حيث انهم يتعاملون مع المنطق وبه يستعينون في وضع خارطة واقعية تُرشدهم الى هدفهم، بعيدا عن ارتداء جلباب العاطفة، وبالتالي وضع شرح واف على طاولة الجهاز الفني للمنتخب الوطني، لتكون تحليلاتهم الفنية بمثابة الأضواء الكاشفة، التي يرى من خلالها كاتانيتش ورفاقه، مواطن الوهن في القائمة بهدف القفز عليها، في المُواجهات الرسمية.
نقر، بأن هناك مفهوما رائجا في كرة القدم، وهو أن الفوز يُذهب بالسلبيات، لكنها مقولة يُعنى بها الجمهور، وهي يقينا لا تُمثل العنوان الرئيس، الذي يعتمده النقاد الذين لا يضعون النتيجة في خانة رسم إطار التقييم للوحة المباراة، بقدر اعتمادهم على رصد التفاصيل الأدائية للاعبينا طيلة دقائق اللقاء.. من هنا نتمنى أن لا يَسير بعض من يدون ملاحظاته في مُفكرة التقييم، عكس الاتجاه لمُجرد الظهور، وان لا يَغرس سهام (التجريح) في صدور بعض اللاعبين، لان المباريات التجريبية وجدت لمعرفة جاهزية الجميع.
نعي أن الأسلوب الأدائي العام ليس بالأفضل، وان إصرار كاتانيتش على إتباع ذات الطريقة، بالاعتماد على مهاجم واحد وتركيزه باستمرار على تقوية خط الوسط والاعتماد وفق هذا المفهوم على تقدم (الأجنحة) واغلب عناصر التشكيلة عندما تكون الكرة في حيازة الفريق مع التراجع في حال كانت هناك هجمة من الفريق المُقابل، إنما يَفرضُ فلسفة تشوبها الكثير من المخاطر، كون اغلب لاعبينا يجدون صعوبة في المحافظة على ذات الجودة الأدائية طيلة وقت المباراة، نقول رغم ذلك، فان ما يُحسَب للمدرب السلوفيني، انه أجاد في أمرين، الأول إيجاد الأسماء البديلة للاعبين مُؤثرين رغم فقر مُسابقتنا الممتازة، فنيا، والثاني انه تمكن من (صهر) الإمكانات الفردية للاعبين البدلاء، في خدمة البذل الجماعي وهو الموضوع الأهم.
تبقى فاصلة أكثر أهمية مما جئنا عليه، وهي تعكسُ في طياتها علامة استفهام نَطلقها كنقاد ومتابعين، مفادُها هل ستكون الطريق مُعبدة أمام رحلة منتخبنا الوطني في التصفيات المزدوجة الحاسمة؟ إذا ماسلّمنا، واعتمادا على حسابات ونتائج رحلة التصفيات الأولى، التي تُستأنف قريبا، أن الأسود سيعبرون بنجاح حاجز المحطة الأولى، والإجابة بلا ريب، ستأتي مُتباينة، ولعل السواد الأعظم من النقاد يعتقدون بان المهمة ستكون غاية في الصعوبة، وان مُعاناة منتخبنا ستكون حاضرة بقوة عند لقاء كبار القارة.