طريق المجهول

الرياضة 2021/04/04
...

رافد سالم
قدوم ممثلي الاتحاد الآسيوي والدولي اللبناني كريم عبد الله حيدر والكندي روبرت صباح الى العراق، جاء استجابة لطلب أعضاء الهيئة العامَّة التي تنتخب المكتب التنفيذي لاتحاد كرة القدم، أي لمناقشة المقترحات التي قد تنتج: إضافة فقرة هنا أو حذف أخرى هناك أو تعديل على لائحة انتخابيَّة غامضة قد تتسبب بجدلٍ أو خلافٍ بين ممثلي الأندية.
كل تلك التغييرات التي من الممكن أنْ تحدث هي للوائح لا تتعارض مع الخطوط العريضة التي خطتها لجان الاتحاد الدولي، لا سيما بعد الخلافات والصراعات لعددٍ ليس قليلاً من الاتحادات على مستوى العالم، فضلاً عن قضايا الفساد الرياضي التي طالت اتحادات محليَّة وقاريَّة كانت نتيجتها إيقاف شخصيات رياضيَّة تحت عناوين كبيرة. وعددٌ منهم أصدرت بحقه أحكامٌ قضائيَّة بالحبس لسنوات.
ممثلا الاتحادين القاري والدولي لم يحضرا للاستماع لمشكلات وخلافات ورغبات شخصيَّة هي من أدتْ بنا إلى اللجوء إلى “فيفا” وطلب المساعدة.
الفوضى في الطرح والتمسك بالمصالح الشخصيَّة الضيقة قد يجد لها البعض تبريرات ودعماً محلياً، أما عند التعامل مع المؤسسات الدوليَّة، فلا يمكن فرض إرادة ورغبة شخصيَّة تتجاوز حدود الصلاحيات واللوائح والقوانين.
ما تم طرحه من ممثلي نخبة الأندية الرياضيَّة ركَّزَ على مجموعة نقاط، كانت إحداها، حذف فقرة منع تعدد المناصب الرياضيَّة في مؤسسات كرة القدم والتي تنتجُ تضارباً بالمصالح، أي من غير السليم أنْ يكون الشخص عضو مكتب تنفيذي وبذات الوقت رئيس نادٍ أو عضو هيئة إداريَّة، لأنَّ ذلك يؤدي إلى تضاربٍ وتداخلٍ بالمصالح.
فيفا يحرص كثيراً على تلك النقطة ولا يمكن لممثله التماشي مع رؤساء وممثلي أنديتنا، الملفت أنَّ لوائح فيفا التي لا يمكن تجاوزها محلياً جميعها تصبُّ بمصلحة كرة القدم العراقيَّة، أي الخطوط العريضة والأساسيات، وهي تسمحُ بهامشٍ كبيرٍ من المرونة لخصوصيَّة الشأن المحلي.
بعض ممثلي أنديتنا الممتازة يصرون على الجدل في قضايا تهمهم شخصياً ويطرحون همومهم ومعاناتهم في تفاصيل لا تؤدي سوى الى عدم فهم لمن قدم إلينا لمساعدتنا لحل خلافاتنا وليس لتعميقها، وتتلخص بكتابة النظام الداخلي وتحديداً اللوائح الانتخابيَّة.
لا يمكن الجلوس كممثلٍ للعراق رياضياً أمام الاتحادين الآسيوي والدولي بذات الطريقة والعقليَّة التي يتحاور بها رئيس نادٍ في قناة محليَّة، من المستحسن أنْ يفهم ممثلو الأندية أنَّ إجراء الانتخابات لا يتم حسب الرغبة الشخصيَّة والتي لو تم العمل بها لتحولت إلى كمٍ هائلٍ من الرغبات المتقاطعة والجدل العقيم، تلك العقليَّة قد تؤدي بنا إلى المجهول حسب رأي ممثل الاتحاد الدولي، استمرارية تلك العقلية يجب أنْ تتوقف، فكرة القدم العراقية لم تعد تحتمل أو تتقبل السير بطريق مجهول النهاية.
نحن نتطلع إلى طريق فيه من الوضوح والضوء ما يكفي ليمضي الجميع بطريقٍ معلومٍ مبتعداً عن المجهول والتلويح بالعقوبات.