ودعت بغداد أشهر سباحيها خلال العقود العشرة الماضية وهو علاء الدين النواب، الذي اطلق عليه سمكة دجلة الذهبية وقاهر بحر المانش. ولد النواب في محلة الشيخ بشار سنة 1927 وتعلم السباحة منذ طفولته بحكم اطلال محل سكناه على نهر دجلة، وحتى بعد انتقال سكناه الى مدينة الكاظمية كانت اوقات ما بعد المدرسة مخصصة للسباحة في النهر، وكان هناك ابطال السباحة بدري عبد الوهاب وصبيح محمد. وكان اول سباق اشترك فيه هو سباق العرب الاول للمسافات الطويلة بين مدينتي بيروت وصيدا في لبنان، وكان بطلنا الاول على الهواة، إذ قطع مسافة 42 كم بـ23 ســـاعة، وبعد عودته الى بغداد استقبله الملك فيصل الثاني وكرمه بساعة ذهبية. واشترك في السباق نفسه مرة ثانية سنة 1957 وحصل على المركز الثاني بين جميع السباحين، وكان الاول السباح العالمي المصري الجنسية ابو هيف.

واشترك في السنة نفسها في سباق كابري نابولي في ايطاليا واحرز المركز الاول للهواة على العالم، وكان فوزا عظيما جعل اهل هذه الرياضة ينظرون نظرة خاصة له وللعراق وبغداد، واقترحوا عليه ان يعلن احترافه مما يترتب عليه عائد مالي كبير من الجهات التي تتعاقد معه، ولكنه رفض الفكرة لكونها تتقاطع مع فلسفته في هذه الرياضة. وفي سنة 1959 قرر المشاركة في اجتياز بحر المانش من مدينة كاليه الفرنسية الى مدينة دوفر البريطانية، وكان السباح البغدادي واحدا من ستة سباحين عبروا البحر من بين ٤٣ سباحا من مختلف دول العالم، واحرز المركز الاول وقد كان فوزا كبيرا، وقد نقلت اذاعة بغداد تفاصيل السباق مع الاذاعة البريطانية.