اعتدنا تسمية فريقي الزوراء والقوة الجوية زعيمي كرة القدم العراقية بالغريمين، لما للقاءاتهما من طعم ونكهة خاصة لكونهما أعرق ناديين في العراق ويمتلكان قاعدة جماهيرية عريضة جدا تمتد الى خارج العراق وحتى الوطن العربي، لكننا اليوم نضعهما في حدقات عيوننا ونمعن النظر فيهما ونتوسم بهما تحقيق الفوز في مهمتيهما الوطنيتين عندما يمثلان العراق في الملحق الآسيوي المؤهل الى دوري أبطال آسيا، البطولة الأهم والأقوى على الصعيد القاري.

الأربعاء المقبل سيكون موعدا للمنازلتين المهمتين للممثلي العراق الزوراء والجوية، عندما يلتقي الأول مضيفه الوحدة الاماراتي بينما يلاقي الثاني مضيفه الوحدة السعودي، وهنا تكمن أهمية اللقاءين اذا ما وضعنا بنظر الاعتبار ان المباراتين ستقامان على أرضي الفريقين المنافسين، فالزوراء العريق الذي دائما ما يكون لاعبوه على قدر المسؤولية في مواجهات مهمة كهذه، يعلق عليه الملايين من عشاقه الآمال لعبور مرحلة الملحق الآسيوي المؤهل الى دور المجموعات، خصوصا ان المجموعة التي تنتظره هي الخامسة، التي تضم أندية بيرسبوليس الايراني وجوا الهندي الى جانب الريان القطري، ولم تعد المجموعة الحديدية بل ان فرقها لم تكن أفضل حالا من الوحدة الاماراتي الذي يحتل المركز السابع في الدوري الاماراتي لهذا الموسم أي انه يتوسط لائحة الترتيب.

بينما يخوض فريق الجوية هو الآخر مباراته المرتقبة في الملحق الآسيوي بمواجهة مضيفه الوحدة السعودي الذي يحتل المركز الرابع عشر بترتيب أندية الدوري السعودي للموسم الحالي والمهدد بالهبوط الى الدرجة الثانية، لكن هذا لا يعني الاستهانة بالفريق المنافس لأنه كما هو معروف، لكل مباراة ظروفها الخاصة، فالدوري المحلي يختلف كثيرا عن الدوري الاقليمي لاسيما ان الجوية مرشح ساخن لخطف لقب الدوري العراقي هذا الموسم بعد تربعه على الصدارة منذ وقت بعيد وبفارق 10 نقاط عن أقرب منافسيه الشرطة، وهذا ما يمنح لاعبيه جرعة معنوية عالية لمواصلة المشوار بنجاح والاستعداد التام للتأهل الى دور المجموعات الذي سيضعه في المجموعة الثانية لدوري الأبطال التي تضم الشارقة الإماراتي وتراكتور الإيراني وباختاكور الأوزبكي.

قلوبنا مع ممثلي الوطن العريقين في سعيهما لخطف بطاقتي التأهل الى دور المجموعات بدوري أبطال آسيا، الذي ربما سيجعل سقف مطالبنا هذه المرة يتوسع ويذهب الى خطف اللقب وليس فقط المشاركة الرقمية، لكون الامور اختلفت كثيرا في الآونة الأخيرة بعد أن كانت الأندية اليابانية والايرانية والسعودية تهيمن على ألقاب هذه البطولة، لأن لها سطوة كبيرة عليها من خلال التطور الكبير والجانب الاحترافي المميز لها، فاليوم باتت الفوارق ضئيلة جدا بالمستويات الفنية واساليب اللعب، ما يجعلنا نعول على أنديتنا كثيرا لاسيما فريق الشرطة الذي وضعته القرعة بالمجموعة الثالثة الى جانب الأهلي السعودي والدحيل القطري واستقلال طهران الايراني.