النجف الاشرف / حسين الكعبي
احيت جموع الزائرين المتوافدين الى مدينة النجف منذ الجمعة الماضي ذكرى وفاة فاطمة الزهراء (ع) يوم امس المصادف الثالث من جمادى الاخرة، وسط تطبيق خطط امنية وخدمية من قبل جميع الجهات المعنية.
وقال محافظ النجف لؤي الياسري لـ”الصباح”: ان الخطة الامنية والخدمية شاركت فيها مختلف الاجهزة الامنية، اضافة الى الدوائر الخدمية كالصحة والبلدية والماء والكهرباء، مشيرا الى ان الخطة في مدينة النجف القديمة تم تنفيذها بالتنسيق مع الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة والمواكب الحسينية.
ولفت الى مشاركة ثلاثة الاف موكب في هذه الذكرى، منها مواكب عزاء واخرى خدمية تقدم الدعم والخدمات للزوار وتشارك في تنظيم دخول وخروج الزوار الى مدينة النجف القديمة والى مرقد امير المؤمنين (ع). من جانبها، تمكنت العتبة العلوية المقدسة من توزيع اكثر من 48 الف وجبة طعام بين زوار النجف خلال اسبوع، حتى يوم ذكرى وفاة فاطمة الزهراء (ع) التي صادفت امس السبت.وقال مسؤول اعلام العتبة فائق الشمري لـ”الصباح”: ان مضيف العتبة استعد لهذه المناسبة قبل ايام، مبيناً ان المضيف وزع ستة الاف وجبة يومياً خلال هذا الاسبوع، مبيناً ان هناك منافذ اخرى لتوزيع وجبات الطعام بين الزائرين اهمها المنطقة القريبة من باب الطوسي التي شهدت توزيع اكثر من الف وجبة طعام يومياً. كما استقبلت هيئة المواكب الحسينية في العتبة عدداً كبيراً من المواكب المعزية بوفاة فاطمة الزهراء (ع) ،
وقال الشمري: ان الهيئة وضعت جدولاً زمنياً لاستقبال هذه المواكب وتسهيل دخولها الى الصحن الحيدري الشريف لاقامة مراسم العزاء، موضحا ان تنظيم دخول المواكب وخروجها تم بالتنسيق مع الاجهزة الامنية في المحافظة، اضافة الى المواكب الخدمية المنتشرة في مدينة النجف القديمة.
واضاف ان العتبة استنفرت جميع عجلاتها بمختلف انواعها لنقل الزوار من اماكن القطع الى المرقد المقدس لامير المؤمنين (ع) وبالعكس، كما قامت شعبة المتطوعين في العتبة باستقبال نحو الف متطوع للمشاركة في تقديم الخدمات للزائرين وتنظيم عملية الدخول الى الصحن الحيدري الشريف ومدينة النجف القديمة. بدوره، لفت مسؤول اعلام شرطة النجف المقدم مقداد الموسوي الى ان القيادة نفذت خطتها الامنية التي اعدتها منذ ايام من خلال اجتماعات القادة الامنيين في المحافظة، وتضمنت نشر منتسبي الاجهزة الامنية في المدينة القديمة، كما تم الايعاز اليهم بتقديم المساعدة للحالات الانسانية والتنسيق مع العتبة العلوية المقدسة وهيئة المواكب الحسينية والدوائر الخدمية لانجاح الخطة وتقديم افضل الخدمات للزائرين.
وتابع ان الخطة تضمنت ايضا تأمين كل الطرق المؤدية الى مدينة النجف وتفتيش الوافدين وتحقيق الانسيابية بالوصول الى مرقد امير المؤمنين (ع)، مذكرا ان شرطة النجف كانت قد نفذت حملة تفتيش للساحات والمركبات استخدمت فيها الكلاب البوليسية قبل تنفيذ الخطة الخاصة بالزيارة. اما الباحث في التاريخ حيدر حسين، فتحدث لـ”الصباح” عن هذه الزيارة بقوله: ان الروايات التاريخية تختلف في تحديد اليوم الذي توفيت فيه السيدة فاطمة الزهراء (ع)، فالرواية الاولى تقول ان الزهراء (ع) توفيت في الثامن من شهر ربيع الثاني، أي بعد وفاة الرسول (ص) باربعين يوماً، والثانية تقول انها عليها السلام توفيت في الثالث عشر من جمادى الاولى، فيما تتحدث الرواية الثالثة ان الوفاة كانت في الثالث من جمادى الاخرة، وهي الرواية التي يعتبرها عدد كبير من المؤرخين من اوثق الروايات، وهي التي نستذكرها اليوم من خلال زيارة مرقد امير المؤمنين (ع).
واشار الى ان المواطنين في مختلف المحافظات اعتادوا احياء ذكرى وفاة الزهراء (ع) في الايام الثلاثة المذكورة لوفاتها من خلال زيارة المراقد المقدسة خصوصا في كربلاء والنجف، وهذا ما نراه اليوم من توجه جموع الزائرين الى النجف لاحياء هذه الذكرى الاليمة على قلوب المسلمين.