بطلة وإن لم تفز

الرياضة 2021/04/06
...

د.عاصفة موسى
في جميع المقابلات الصحفية والاستطلاعات التي تجريها الزميلات في الصفحة النسوية مع اللاعبات، سواء المتقدمات او الشابات وحتى الناشئات من ذوات الاعمار الصغيرة، عندما يسألن عن المشكلات والتحديات، فإن جوابهم يكاد يكون واحدا، وهو المجتمع وقسوته على المرأة الرياضية، فالعادات الموروثة والتقاليد ما زالت تبني قلاعا لمنع الفتيات من الاطلالة على الحياة، وممارسة هواياتهن سواء في الفن او الرياضة او الاعلام وغيره.
المجتمع ظل باسطا يديه لعقود طويلة، حتى سمح بان تخرج المرأة للعمل وقد سعت الثقافة المجتمعية في حينها الى تكييف المرأة لأعمال بعينها، الى أن تمكنت النساء من كسر القيود وتحطيم الجدران، والتنافس على مختلف الوظائف، لكن الى الآن ما زالت جدران التقاليد عصية على الكثير من الفتيات اللواتي يعشقن الرياضة، ويخشين ممارستها، فكم من مشروع بطلة تم وأده قبل أن يلد.
اليوم الفتاة العراقية شرّعت الأبواب امامها ومكنتها ثورة الاتصال على الاطلاع على ما يحدث في العالم، تنبهر بالأحداث والشخصيات والنجمات المشهورات، هي قد تعشق الفن وتحلم بدخول أبوابه، لكنها تخاف، فهذا الأمر مرفوض حتى مناقشته داخل أسرتها، لأن المناخ العام يمنع ذلك، هي تتابع البرامج التي تتحدث عن الرياضة واهمية ممارستها، تتمرن تمشي تهرول تركب دراجة لكن اين في الشارع، وإن سمح لها أهلها، ياترى هل ستأمن على نفسها من التحرش والتجاوزات والمضايقات، اذن اين وكيف تنمي موهبتها، في المدرسة؟ هذه قصة اخرى، فبعد تهميش درس الرياضة واستغلال ساحة الرياضة، لاضافة صفوف مدرسية وتكليف معلم ومدرس الرياضة لصالح العمل الاداري المدرسي، اين ستمارس الرياضة اذن، ومن سيكتشف موهبتها، هل تقاعد الكشافون، ام انحصر عملهم على كشف مواهب الذكور، لانهم متواجدون في الساحات الشعبية، بينما تقبع الفتيات اجباريا داخل البيوت؟، نعم هو المجتمع ذاته الذي يصفق للموهوب، ويدير ظهره للموهوبة، ويحاربها ويعدم الموهبة داخلها.
ما اسمعه من اللاعبات حقيقة، لذلك يحتم علينا اطلاق صفة البطلة على كل لاعبة، كونها كسرت القيود وتحملت تحفظات المجتمع هي وايضا اسرتها، التي لولاها لما استطاعت أن تخترق جدران التقاليد، نعم اقولها بصوت عال لاعبة اليوم هي بطلة وان لم تفز بكأس البطولة.