لماذا عزفت الأسر العراقيَّة والعربيَّة عن دخول الملاعب الرياضية قبل كورونا؟

الرياضة 2021/04/06
...

 بيروت : غفران حداد 

قد يتساءل البعض عن سبب غياب الأسر عن ملاعب كرة القدم في العراق وفي بلادنا العربية، هذه الظاهرة موجودة قبل ظهور جائحة كورونا التي زادت الطين بلة وجعلت الحضور والتجمعات مستحيلاً.

تقول الصحفية تضامن عبد المحسن  انه بعد العام 2004 شهدت الملاعب حضورا للأسر، لكن بعدد قليل، حينها شكل طفرة مقارنة بالاعوام التي سبقتها، وخاصة خلال مباريات المنتخب العراقي. 
واضافت القول:
-  إجمالا فإن لعزوف الأسر عن حضور الملاعب الرياضية أسبابا كثيرة، اهمها اعتبار المكان للرجال فقط، وفق العقلية الذكورية المسيطرة على المجتمع بشكل عام، وارتفاع اسعار تذاكر الدخول، كما ان التشجيع يأخذ في كثير من الأحيان منحى لا يتلاءم مع وجود الأسر، وتلفظ الكلمات البذيئة من قبل بعض الحاضرين من قليلي الوعي وحالات التحرش، كل هذه الاسباب تجعل رب الأسرة يفكر ألف مرة قبل ان يصطحب أهله الى الملعب.
تجربة مريرة
اما المغتربة العراقية جسيكا فادي (35 عاما) فتقول انها حضرت مباراة لكرة القدم في بغداد عام 2015 وكانت المرة الاولى والاخيرة، حيث استغربت من وجود ‬كمية العنف، وبعضهم رشقها بقناني المياه الفارغة، بل تجرأ أحدهم إلى  شتمها ونعتها بألفاظ بذيئة، واضطرت الى الهروب خارج الملعب من دون حتى التفكير بالشكوى للعناصر الأمنية في الملعب، وأعربت جيسيكا عن أسفها لعدم وجود مدرجات خاصة بالنساء، فما زال البعض لا يرحم الفتاة التي تدخل الملاعب، ‬وهذه جميعا ‬أسباب.
 
التوقيت هو السبب
عزوف الأسر عن ارتياد الملاعب يشكل ظاهرة ليس في العراق فحسب، وانما في العديد من الدول العربية، حيث يقول موسى محمد موسى/ موظف سابق في اذاعة لبنان الرسمية: في معظم البلدان العربية نلاحظ عزوفا 
لدخول الأسر الى الملاعب الرياضية، وفي لبنان على سبيل المثال وقبل جائحة كورونا كنت أرفض اصطحاب أسرتي لحضور أية مبارة لكرة القدم ، فتوقيت المباراة غير مناسب  فالابناء يكونون في جامعاتهم ومدارسهم او وقت بدء اللعبة يبدأ مع خروجهم من الدوام وهذا 
صعب جدا .
ويضيف موسى الى ذلك عدم وجود فعاليات ترفيهية في الملاعب تجذب الأطفال وأسرهم، وايضا عدم وجود أماكن خاصة للأسر في معظم ملاعب الدوري، لذا جلوسهم في المنزل لمتابعة اللعبة عبر التلفاز أفضل لي ولهم.
 
العادات والتقاليد
مؤلفة قصص الاطفال وكاتبة الدراما الاردنية دلال أبو طالب تشير الى  أهمية الرياضة للجسم والعقل أيضاً، الى جانب كونها وسيلة ترفيه راقية، فالرياضة ركن أساسي في حياة كل الشعوب، لكن غياب الأسر عن مدرجات الملاعب يعود للعادات والتقاليد، فضلا عن العنف الذي يحدث أحيانا بين المتفرجين بسبب غياب الروح الرياضية، كما ان هناك سببا آخر هو اكتظاظ تلك المدرجات بالشباب، والأسرة العربية في الغالب ترغب أن تذهب للاماكن الهادئة التي لا يزدحم فيها
 الشباب.