الـتـوريـث الـكـروي

الرياضة 2021/04/06
...

علي رياح  

يضع الاجتماع الأخير للهيئة العامة لاتحاد الكرة العراقي حدّا فاصلا بين واقع وواقع ، ويمكن القول إنه أفرز خيطا من النور يمكن الاستدلال به والبناء عليه من أجل مزيد من الخطوات الضرورية والحاسمة التي ستخلص الكرة العراقية من ربقة التقاليد المتوارثة التي اتخذت حتى شكل القوانين الملزمة مع توالي السنين!  
معنى ألا تكون هناك ازدواجية في العمل في ناد من الأندية ثم مع الاتحاد ، أنك تضع إرثا رياضيا عراقيا عمره عقود من السنين على سكة التغيير الحاسم الذي لا لبس فيه ، لأنه تغيير أخذ لبوس الفيفا وصار مكسبا لا يمكن التفريط به بعد الآن ، إلا إذا جاءت ظروف كتلك التي كنا نعيشها من قبل كي تقلب الموازين وتتحايل على هذا المفترق ، لتعيد بالتالي انتاج ذات الوجوه التي عرفها الوسط الرياضي بالعمل المتشعب في أكثر من ميدان ، وهي بذلك أقصت وجوها واعدة وأخرى حالمة في أن تخوض في المجال الإداري!  .
وحين يتعلق الأمر باتحاد الكرة العراقي الذي يعدّ اقرب التنظيمات الرياضية إلى اهتمامات الناس ، فإننا سنتوقع بعد الآن تبدّلا مهما في طبيعة الوجوه التي عملت أو تولت دفة القيادة في سنوات عديدة انقضت .. من المحال أن نقول: إن التغيير سيكون جذريا بسبب المفاضلة المتوقعة حتى انتخابات الثلاثين من حزيران المقبل بين التمسك بعلاقتك مع الاتحاد الفرعي أو النادي أو أي موقع رياضي آخر وبين أن تكون في صميم تركيبة مجلس الإدارة القادم .. لكننا على الأقل سنرى تغييرا ، وهو ما سيرسم خارطة طريق للإبدال والتبديل المتوقعين في وجوه الأندية أيضا وليس الاتحاد وحده بعد أن تجري حسابا للمزايا في هذا المكان أو ذاك!  .
في يقيني أن الأغلب الأعم من أعضاء الجمعية العمومية التي التأمت أمس الأول ، كان يمنـّي النفس بإباحة الازدواجية ، ولكن هيهات ، فالفيفا له حكم مسلط على الجميع ولا بد من التضحية بنصف الامتيازات والمكاسب بالتضحية بنصف الوظيفة الإدارية التي حوّلت الكثير من الشخوص عندنا إلى (أرباب) عوائل رياضية تتمدد وتتوسع ولها سلطة الثبات في المواقع ، وكانت زحزحتها عن أماكنها ضربا من المستحيل!  .
كنا قبل اجتماع الأحد ، نشهد مشروعا مستمرا للتوريث العائلي الذي يبدأ من النادي ويصل إلى الاتحادات ، أو يتـّخذ طريق العكس من الاتحاد إلى الأندية .. حتى أن بعض الأندية تحوّل إلى ملكيات شخصية لا يمكن الاقتراب منها ، وإلا كان الويل والثبور في انتظار من يجرؤ على المحاولة!  
وبفضل صرامة الفيفا ، صارت لدينا فسحة يمكن أن نتيح فيها العمل لوجوه أخرى على أن تحتفظ الوجوه (المُستمكنة) ببعض المفاصل وليس جميعها .. وكل الأمل الآن أن يستثمر من يتصدى للوظيفة من القادمين الجدد ، الفرصة لإثبات أنه يقدم البدائل والحلول لمشكلاتنا الكروية تحديدا ، وإلا فإننا سنهدر فرصة التغيير ما يمهد الطريق مجددا للاستماع إلى أسطوانة (الاحتكار) المشروخة!  .