يقال ويقال

الصفحة الاخيرة 2021/04/07
...

حسن العاني 
 
كثيرة هي المفردات الشعبية التي لا نعرف (أصلها)  او (حكايتها)، ولذلك تباينت الآراء فيها وتعددت الاجتهادات، من ذلك مفردة ( يبو)، التي تستعمل كحرف (ندبة) وتوجع، وأصله في فصيح اللغة العربية (يا أبتاه) او يا ابي، وقد ذهب فريق من الباحثين الى أن منشأه ( بغدادي) مشتق او محور من صيغة (يابه) المشهورة التي انتقلت الى المحافظات الاخرى، بينما يعتقد البعض - وأنا منهم - أن جذر ( يبو) بصري - جنوبي محورعن ( يابويه)، اذ تستعمل هذه اللفظة للتعجب والانبهار، وللتعبير عن الحزن والألم والمصائب الكبيرة !.
يُقال إن زوجة أحد زملائنا الصحفيين أتعبها وضع الأُسرة المادي، لأن راتب زوجها لا يسد حاجة الإيجار والأبناء وتكاليف المعيشة، وإنها غير قادرة على الصرف مثل النسوان على زينتها وملابسها، ولا تستطيع القيام مثلهن بسفرة اسرية ترفيهية الى خارج العراق أو في داخله، ولأن أبناءها لا يحصلون على هدايا ولعب ومصروف جيب مثل أبناء الأخريات !.
كان من الطبيعي جداً أن ينعكس هذا القرف المادي على أوضاع البيت عامة، وعلاقة الزوجين خاصة.. مشكلات وخصومات وزعل، بحيث لا يكاد ينتهي اليوم حتى يتجدد غداً، ويقال إن زميلنا الصحفي (فبرك) حكاية من شأنها تنقية الاجواء وازاحة الغضب عن وجه زوجته، ولذلك دخل بيته وهو في قمة السعادة، واخبرها بان السماء بعثتْ لهم هدية مالية لا يحلمون بها، وطلب منها أن تفرح ما وسعها الفرح،  ويقال انها اطلقت(هلهولة) عراقية من منطقة سكناها في الشعلة سمعها اهل الكرادة، حتى اذا انتهتْ وهدأتْ مشاعرها سألته عن طبيعة الهدية، فرد عليها وهو يمسح شاربه متباهياً 
[ يقال ..سيصرفون لكل صحفي منحة قدرها خمسة ملايين دينار او سبعة حسب قرار اللجنة ]، كاد يغمى عليها من الانفعال عندما سمعت الرقم، ثم سألته [ متى يتم صرفها؟]، أجابها [الامر بيد اللجنة المكلفة بدراسة المنحة، فهي التي تقرر المبلغ وموعد الصرف !!]، عندما سمعت بأن الامر يتوقف على قرار (اللجنة)، صرخت- كما يقال - بأعلى صوتها وبطريقة (بصرية - جنوبية ) لا غبار عليها  [ يبو.. ضاعت الفرحة !].