الكوميديا... والموقف الجاد

الصفحة الاخيرة 2021/04/08
...

رضا المحمداوي
 
                    
حقق الممثل القدير اياد راضي حضوراً لافتاً وترك بصمته المميّزة مُنذ  تألقه في مسلسل (الحب والسلام) لمؤلفهِ حامد المالكي ومخرجه السوري تامر إسحاق عام 2009، لكنّه لمْ يحفرْ عميقاً  في هذا الأثر داخل الأعمال الدرامية التي أنجزها بعد ذلك المسلسل، اذ انصرفَ تماماً الى الأعمال الدرامية الفكاهية الخفيفة ومن بينها مسلسل (حامض حلو) بأجزائه المتعددة، الا انه نجح بواسطة تلك الأعمال في الحصول على اعجاب المشاهدين وحصل على مكانة بارزة بين اقرانه الممثلين واصبح (نجماً) كوميدياً مطلوباً ومرغوباً.
وفي مرحلة لاحقة، عمل على تعميق اختياراته الفنية بأعمال درامية حملتْ في مضمونها رسالة ذات صيغة انتقادية واضحة، ومنها مسلسل (شلع قلع)  بحلقاته المتصلة- المنفصلة، وقد زاد من هذا الاسلوب الفني في مسلسله
(كمامات وطن) الذي اشترك في كتابة حلقاته عدد من المؤلفين الشباب واخرجه سامر حكمت.
ارتبط عنوان المسلسل باسم الوطن ومن ثم  جاء  تايتل البداية الذي تغنى بحب الوطن مع الاشادة بالشعب العراقي واخلاقه الأصيلة والتأكيد على انتمائهِ الوطني، رغم التباين الواضح في حضور مثل هذه الأفكار ووجودها داخل الحلقات المنفصلة تبعاً لتباين المستويات الفنية واختلاف المؤلف وطريقة بنائه للحلقات واسلوبه الدرامي، لكن المسلسل بقي محافظاً على طرح هموم ومشكلات المواطن وازماته بشكل ساخر وبطريقة درامية فكاهية مع شيوع طابع الانتقاد 
السياسي.
وفي الوقت الذي تحفظت فيه الكثير من القنوات الفضائية على موضوع الاحتجاجات الشعبية ونأَتْ بنفسها عن تناولها  ومعالجتها درامياً بسبب ما تثيره من حساسية سياسية، الا انَّ الحلقة المعنونة بـ ( الطابق 15) التي تبنت موضوع تظاهرات ساحة التحرير كانت بطعم ونكهة مسلسل درامي كامل، اذ يتطوع الدكتور جمال( اياد راضي) لمعالجة المصابين والجرحى من المتظاهرين في ساحة التحرير، فيصاب بقنبلة دخانية في رأسه ليستشهد ويقضي حياته الأخرى فيما بعد مع مجموعة من الشهداء الأحياء في الطابق العلوي من المطعم 
التركي.
كانت الحلقة موجعة بحق وحظيتْ بتفاعل وتعاطف شعبي كبير من اسر الشهداء والجرحى ومن جماهير الاحتجاجات الشعبية نفسها.