«غودزيلا ضد كونغ».. الحرب تعود من جديد

منصة 2021/04/11
...

  د. حسين الطائي
 
في رحلة البحث عن بيتٍ جديدٍ الى كونغ بتقنية افتراضيَّة يخلق فيه الزمان والمكان معاً، حتى الحيوان مثل كونغ لم يرتضه المكان الافتراضي للعيش، فالطبيعة لا تُختزل بالتقنيات الرقميَّة الهائلة.
لعبة جديدة امتعنا بها المخرج (ادم ونجرد)، إذ خلق لنا قصة تفوق ما تم إظهاره في العام (٢٠١٤) في أول إصدار لغودزيلا، أعاد لنا صراع الأساطير من جديد في السينما «Godzilla vs. Kong” حيث يلتقي الأعداء في (هونغ كونغ) في معركة مذهلة، ومصير العالم معلقٌ في من سينتصر، لكنَّ المعادلة تغيرت بعد أنْ ظهر لنا وحشٌ افترضيٌّ جديدٌ من صنع البشر يقوم كونغ وعالمة البيئة برحلة محفوفة بالمخاطر للعثور على منزله الحقيقي، ومعهم جيا، الفتاة اليتيمة الشابة التي تتحدث مع كونغ بلغة خاصة تشبه لغة الصم والبكم لتكون علاقتهما خاصة وفريدة، لكنهم وجدوا أنفسهم في طريق غودزيلا الغاضب، ما أدى إلى الصدام الملحمي بين الوحشين وهذه هي بداية الغموض لأنَّ القصة سوف تبدأ من عمق قلب الأرض.
 
غودزيلا مؤسس كورونا
المفارقة في طرح مثل هكذا أفكار في الوقت الذي يعيش العالم فيه صراع الموت مع كورونا وكيفيات ظهور الفيروس وهل هو من صنع البشر؟
الإجابة هنا في مشهد نهوض الوحش الآلي وقتل من صنعه وتدمير مركز الأبحاث الذي تمت صناعته فيه ليبين لنا أنَّ من يصنع فيروساً أو وحشاً ممكن أنْ ينقلب عليه، وهذا ما حدث إذا ما كان فيروس كورونا من صنع البشر.
إذا أعجبتك فكرة تدمير الأرض وسقوط ناطحات السحاب عليك مشاهدة لعبة غودزيلا ضد كونغ لأنك سترى إبهاراً في سقوط المدينة التي لا تنام، مشهد الحركة المبهرة وأضواء النيون الملونة، المفاجأة أننا نرى إبداعاً تقنياً خلاقاً في مجال الإبهار الصوري من خلال تجسيد التقارب في نمذجة الأشياء وكأننا نعيش الواقع الافتراضي في الفيلم.
كيف لنا أنْ نُميز ونثني على لعبة غودزيلا ضد كونغ عن الأفلام السابقة في الامتياز المعروف باسم (Monster Verse) الذي بدأ مع Godzilla 2014، الاختلاف هنا متفرد لبعض الشخصيات من Godzilla لعام 2019: King of the Monsters، الوجود الجديد لفريق غودزيلا: ميلي بوبي براون، التي لعبت دور ابنة العلماء ماديسون راسل في النقرة السابقة؛ جوليان دينيسون من ديدبول وهانت من أجل شهرة وايلد ربلوم، والكوميدي البارز بلا منازع براين تيري هنري، كل هذه الأسماء ميت غودزيلا.
في حين إنَّ الحوار قد تحسن كثيرًا، بما في ذلك الخطابات الفرديَّة، إلا أنَّ العرض متكرر، ويقدم مؤسس (Apex Cybernetics) والتر سيمونز (ديميان بشير) أيديولوجيته كما لو كان في (Westworld)، لكن لولا نهوض الوحش الآلي ومقاطعة خطابه لوجدنا بلاغة جديدة تطرح لأول مرة.
 
أقوى أفلام 2021
ترتبط الحبكة فقط في الأجزاء 1 و2 و3 من (Godzilla) وجهاً لوجه، ما يسعدني كمشاهد أنَّ المخرج (آدم وينجارد) منح لي فائزًا نهائيًا كالعادة في أغلب الأجزاء (Godzilla) لكنَّ هنا الأمر مختلف تماماً؛ لأنَّ المنتصر هو غودزيلا وكونغ ولم نعتد أنْ يكون البطل والخصم متساويين في الانتصار، لحسن الحظ، فإنَّ المعركة النهائية تدمر حواسك لدرجة أنك تنسى ماذا تشاهد، براعة المخرج أعطت وجهات نظر جديدة لعرض ضخامة العملاقين، إذ إنَّ الحركة هنا مفككة في بعض الأحيان وتصعب متابعتها، لا سيما في المشاهد التي تنطوي على الماء، إلا أنها غالبًا ما تكون مفهومة ومذهلة بشكلٍ خاصٍ في الأضواء الصفراء والخضراء والأرجوانية لمدينة (هونغ كونغ) النابضة بالحياة. 
 
دور السينما
من المعروف أنَّ إغلاق دور العرض السينمائيَّة الأميركية منذ عام تقريبًا بعد انتشار فيروس كورونا، وعادت بشكلٍ جزئي منذ عدة شهور، ولكنَّ الكثير من دور السينما في العالم أصرت على عدم فتح أبوابها ولا حتى مع الإجراءات الصحيَّة المتبعة، ما تسبب في عدم إصدار عددٍ كبيرٍ من الأفلام الكبيرة والمهمة خلال هذه الفترة.
ولكنْ في نهاية شهر آذار الماضي عادت دور العرض كلها تقريبًا للعمل على طول البلاد وعرضها، وقد افتتحت بفيلم كبير كان منتظراً بالفعل وهو «غودزيلا ضد كونغ» (Godzilla vs. Kong)، والذي سريعًا ما حقق نجاحات متتالية، ورقماً قياسياً في السينما في عصر كورونا، إذ بلغت إيراداته 285 مليون دولار حتى الآن، بالإضافة إلى ثناء النقاد، ليتصدر الإيرادات مع فيلم “الأب”.