الوثيقة عبارة عن تقرير سري من 38 صفحة، قدم الى القيادة الأميركية الوسطى لإيضاح الفقرات المنقوصة التي ينبغي على الوكالات الاستخباريَّة أنْ تضعها على الطاولة وتتشارك المعلومات المتوفرة بشأنها وتقدمها كحاضنة معلوماتيَّة ووسيلة للتقييم أمام القيادة العسكرية.
عنوان التقرير: دراسة عن عبور الصحراء.
تاريخ التقديم: 28 حزيران 1999.
الجهة المقدم إليها: القيادة الوسطى الأميركيَّة (USCENTCOM).
تاريخ تخفيض درجة السرية: تموز 2004. أصبح متاحاً أمام القادة الأميركيين والضباط الأعوان.
تاريخ رفع السرية: 19 آذار 2013.
في العام 1999، طلبت القيادة المركزيَّة الوسطى رسمياً من الوكالات الاستخباريَّة المتعددة أنْ ترسم صورة متكاملة عن طريقة التعامل مع الأوضاع في مرحلة ما بعد إزاحة نظام صدام.
وقد تقدمت الوكالات بدراسة مشتركة أسمتها (عبور الصحراء)، وضعت فيها تصورات مفترضة، وأهدافاً ومفاهيم يجب تثبيتها مع غزو العراق. الى جانب قائمة من المخاطر والتهديدات والفرص المتاحة. وشارك في وضع الدراسة ممثلون عن 70 جهة أمنيَّة وسياسيَّة أميركيَّة رسميَّة.
وخلصت الدراسة الى التالي:
• إنَّ التخطيط السياسي - العسكري، يجب أنْ يبدأ على الفور (1999). ويجب أنْ تبدأ الدوائر السياسيَّة على الفور بالحوار والخوض في موضوعات ما بعد إزاحة نظام صدام. وتجميع المعلومات، ووضع جداول في المنافع والتحديات، وكل ذلك يكون مقروناً بالاستعداد العسكري.
• على المدى القريب، كل أزمة تقع مع نظام صدام، ستحتاج الى فعلٍ فوريٍ مضاد، وذلك لإيصال فكرة مفادها أنَّ الصبر بدأ ينفد. ومن المفيد الإشارة الى أنَّ نظام صدام قد تجاوز خطًا أحمر. وأنَّ هناك فعلاً أميركياً مباشراً يرد على كسر هذه الخطوط الحمراء.
• إنَّ تغيير النظام العراقي (قد) لا يساعد في تدعيم استقرار المنطقة. هناك عوامل عدة ستكون فاعلة، ومنها عدوانيَّة النظم المجاورة. والتشرذم الداخلي على طول الخطوط الإثنيَّة والدينيَّة.
• لنفهم أنَّ مسألة أسلحة الدمار الشامل (WMD)، ستحتاج الى انتباهٍ مضافٍ من جانب القيادة العسكريَّة الأميركيَّة.
• إذا كانت عمليَّة السيطرة وتأمين الحدود واستعادة النظام المدني الداخلي في العراق ضعيفة، فإنها ستفهم على أنها مصدر ضعف في الإرادة الأميركيَّة من قبل الأنظمة المحيطة، وستتصرف على أساسها، وبالتالي فإنَّ هذه العواقب لا يمكن إهمالها.
• إنَّ موقف الولايات المتحدة من استعمال أسلحة الدمار الشامل بالضد من جيشها، أو بالضد من حلفائها هو موقفٌ واضحٌ ومفهومٌ في المنطقة. إلا أنَّ موقفها من استخدام هذا السلاح بالضد من جيشها أثناء الغزو، لم يجر أخذه بنظر الاعتبار. ولا توجد استعدادات كافية أو تحضيرات مناسبة لمثل هذه الحالة.
• التعامل مع إيران سيكون عاملًا حاسماً ودقيقاً فيما يتعلق بنجاح المهمة في العراق. إنَّ الغزو سيتسبب في إثارة حفيظة إيران المعادية بالأصل للأميركان. إنَّ الوجود العسكري الأميركي والغربي في العراق سيسبب قلقاً إيرانياً عميقاً، وسينعكس على محاولات إيرانيَّة تتجه الى عكس اتجاه الاستقرار الذي ترغب به الولايات المتحدة في العراق بعد مرحلة نظام صدام.
• سيكون من المقلق لطهران وجود حكومة مدعومة من الغرب في بغداد.
• ينصح التقرير بأنْ تتعامل الولايات المتحدة مع الأزمة الناتجة من احتلال العراق عبر محاولة استباقيَّة لتحسين العلاقة مع طهران. إنَّ أسوأ سيناريو يمكن توقعه من جانب إيران هو أنْ يكون رد الفعل يتراوح بين (تحرشات إيرانيَّة بالوجود العسكري الأميركي في العراق)، وصولاً الى عمليات (إرهابيَّة) تستهدف الأميركيين.
• لا يمكن ضمان التعاون الإيراني عبر رفع العقوبات عن طهران في مرحلة ما بعد السيطرة العسكريَّة على العراق، لكن يتحتم على الولايات المتحدة أنْ تستخدم عملية رفع العقوبات أو التلويح بها كجائزة نظير التعاون الإيراني في بسط الأمن.
• هناك دورٌ غامضٌ للمعارضين العراقيين كي يلعبوه بعد الغزو، هذا الغموض سيعقد الدور الأميركي في العراق. وهنا تبرز مسألة النقص في المعلومات عن المعارضة في الداخل العراقي، والقوى التي تشكل ثقلاً في الجهود المضادة لنظام صدام، وهو ما سيقوض الاعتماد الأميركي على الشخصيات العراقيَّة لاحقاً.
• يجب أنْ تعد الولايات المتحدة عدتها لإطلاق حوار مع قادة المجموعات الاثنية والطائفية في العراق بأسرع وقتٍ ممكن بعد الغزو.