إسماعيل فاضل: الغناء العراقي أكثر تأثيراً في المستمع الأوروبي

الصفحة الاخيرة 2021/04/13
...

بغداد :الصباح

صوت يسحرك من أول سماعه ويستولي على حواسك، عندما يقف على خشبة المسرح بالزي البغدادي الاصيل والسدارة الفيصلية، كأنه يطل من عبق حضارة بغداد، وترافة احساسها، فيترك مخيلتك تسرح في شارعي الميدان والرشيد ومقاهيهما وسينماتهما ومكتباتهما، اذ جمع الفنان اسماعيل فاضل بين الموهبة والدراسة الاكاديمية، وانطلق ينشر فنه الذي تمتد جذوره الى ينابيع تراث العراق وارثه البغدادي.

 
 
وترك بصمة ابداعية مميزة في العراق قبل أن يغادره العام 2005 ويشد الرحال الى استراليا، فكان خير سفير للاغنية التراثية والفولكلورية، اذ قدمها بصورتها المشرقة في الكثير من المحافل والمسارح في اوروبا واميركا.
الفنان الكبير والمحبوب اسماعيل فاضل، حل ضيفا على جريدة “الصباح”، لنتجاذب معه اطراف الحديث عن جديده الذي سيطل به على جمهوره مع حلول عيد الفطر المبارك وعن عطائه الفني في ارجاء اوروبا واميركا، وعن البومه المقبل تحدث قائلا: “يتضمن الألبوم تسع أغانٍ، تنوعت بين الاغاني التراثية والمعاصرة، فضلا عن اغانٍ جديدة، اقتربت الى ما يعرف بالريمكس واعداد جديد لاغانٍ البستها ثوب المعاصرة”.
واضاف فاضل “ تنوع الألبوم في الايقاعات والستايل الغربي والشرقي الحديث، ولعل الجمهور يتذكر ماضينا وتراثنا الرصين المليء بالشجن العراقي المعروف بعذوبته بين البلدان العربية، وانا كلي يقين وثقة بأن الاغنية العراقية هي الاكثر تأثيرا بين الاغاني في وقتنا الحاضر لما يميزها من اصالة وشجن وتأثير نفسي وحسي”.مبيناً “ومن الاغاني التي تضمنها الالبوم أغنية للملحن صالح الكويتي بعنوان “على شواطئ دجلة”، من توزيع الموسيقار محمد عبد نعمة، المقيم في السويد، والذي وزع أغنية اخرى بعنوان “ان كان قلبك لوعوه”، ومن الاغاني الجديدة :”بشمس الظهاري” للشاعر الشاب محمد البجدلي والحان احمد الاسطة، وأغنية “يا ابن الناس” التي كتبها فراس الشذر ولحنها ناصر الحربي في الدنمارك، فضلا عن اغنية “يا حافر البير” التي نفذتها باسلوب موسيقى الفلامنكو والاغنية الاخرى للموسيقار الراحل عباس جميل هي “اسمر مغرور” وقام بتوزيعها على الطابع الغربي هلال متي من هولندا، وقمت ايضا باعادة اغنية للراحل الكبير سعدي الحلي، كتب كلماتها الشاعر رحيم العراقي وهي “يمه يا يمه نسونا “وغيرها من الاغاني.»
منوهاً بأن “اسم الالبوم هو “گمريه”  وهي الاغنية الأقرب الى قلبي في هذا الالبوم، اذ وزعها موسيقيا المبدع العراقي كارليتو على الستايل الاسباني الهادئ وكان معظم العازفين من أصول اسبانية ومن اميركا الجنوبية”.
وعن صدى الاغنية العراقية التراثية والمقام العراقي في اذن المستمع الاوروبي قال “نعم هناك صدى كبير للغناء العراقي الكلاسيكي والمقام، يتذوقه الكثير من المستمعين في البلدان الاوروبية، التي زرتها خاصة في لندن وهولندا واسبانيا، اذ وجدتهم يسمعون بشغف كبير، على الرغم من عدم معرفتهم باللغة، لكنهم يتذوقون الموسيقى العراقية خاصة المقامات، ويتحسسون عمقها الحضاري، ثم يتساءلون عن النغم والعمر الحضاري لهذه المقامات خصوصا في هولندا واسبانيا، اذ يرغبونها بشكل لافت للنظر”.الفنان اسماعيل فاضل مواليد بغداد 1965، دخل الاذاعة العام 1992 عن طريق استوديو المواهب، وتخرج في كلية الفنون الجميلة قسم الموسيقى العام 1995 وله العديد من المشاركات في بيت المقام العراقي والفرقة القومية للفنون الشعبية، وحاز الجائزة الاولى في مهرجان دبي للتسوق.
واستقر به المقام في استراليا العام 2005 ولم تمض ثلاثة شهور على وصوله، وحصل على عقد حكومي من مؤسسة “موسيكا ڤيڤا” اي موسيقى الشعوب لمدة ثلاث سنوات وعمل معهم اكثر من عشرين حفلة، تجول خلالها بارجاء استراليا، ثم بدأت انطلاقته نحو أوروبا والاميركيتين ونيوزيلندا، اذ قدم حفلاته الغنائية على عشرات المسارح في اوروبا واميركا وكندا، حاملا الموروث الشعبي الفولكلوري العراقي الى ابعد منطقة في العالم على نحو مشرف
ويدعو للفخر.