اكتشاف مذهل!

الصفحة الاخيرة 2021/04/14
...

حسن العاني 
كنتُ في عمر 17 أو 18 سنة، أي في بداية مراهقتي الفكرية، حين توصلت الى قناعة غريبة مفادها إن ابن آدم إذا مات انتقلت روحه الى انسان آخر، ولابد ان (اكتشاف) نظرية بهذا الحجم من العمق الفكري والفلسفي يواجه العديد من التساؤلات الصعبة احياناً، والمحرجة أحياناً أخرى، على غرار، إن البشرية في جميع انحاء العالم كان عددها بضعة ملايين، اما الان فتضاعف العدد آلاف المرات، واصبح بضعة مليارات، فكيف نوازن بين عدد الأرواح والاجسام، لكون(المواليد) الجدد بالنتيجة، يتفوقون على عدد(الوفيات)، وتوصلت بالطبع الى الإجابة التي تتوافق مع قناعتي، ومثل هذا التساؤل صادفني الشيء الكثير ؟ وكنت دائماً اجد الحل الذي
يخدمني !.
ثمة امر يستحق الاعتراف، فقد امتلأت يومها غروراً ونرجسية، وبدأت افكر بصورة جادة، انني سأدخل تاريخ العلماء من أوسع بواباته، وسوف تتولى بلدان العالم التي تحترم العباقرة، ادخال اسمي في المناهج الدراسية، ورفع صورتي بالأسود والأبيض الى جانب شارلي شابلن والبرت انشتاين ومارلين مونرو واسحاق نيوتن وهند رستم وماوتسي تونغ، والاهم من ذلك، ان الطريق الى قلب فاطمة سيكون معبدا بالورود، وفاطمة او فطم كما كنت اسميها في معلقاتي الشعرية، هي ابنة الجيران، وأول حب من طرف واحد في 
حياتي 
الحق، دفعني ذلك الاكتشاف الكبير والمبكر الى الانغماس في مزيد من القراءة والتأمل والبحث، وفي غمرة تلك الانشغالات التي شغلتني عن دراستي وهواياتي واندفاعاتي العاطفية، وقعت تحت يدي مقالة في مجلة الهلال المصرية على ما اظن، عنوانها (تناسخ الأرواح)، ليتني لم اطلع عليها، فقد ظهر ان النظرية التي اهتديت اليها، وصرفت الليالي في بلورتها وتطويرها، ماهي الا ( تناسخ الأرواح)، وهي نظرية تم الاعتقاد بها قبل عدة قرون، وانها ذات أصول هندية.. الخ، وهكذا فقدت نرجسيتي واصبح الوصول الى قلب فاطمة ابعد من الوصول الى المريخ، ولكن المشكلة ان سلوكيات العديد من شخصياتنا السياسية المعاصرة تؤكد ان أرواحَ أُناسٍ غادروا دنيانا قد انتقلت اليهم، وكان بودي ان اسوق بعض الأمثلة لولا ... أعني إن مجال النشر لا يتسع !.