سلوك غريب

الرياضة 2021/04/22
...

علي حنون
 كثيرة هي اللحظات، التي يتم فيها تسجيل رصد مادي لسلوك عينة من المُدربين خلال منافسات دوري الكرة الممتاز، ومن بين تلك المُؤشرات حالة (الصراخ)، التي تنتاب بعض الوجوه التدريبية وينتهجونها (سبيلا) للتواصل مع لاعبي فرقهم أثناء المُباريات، والتي تصل في مواقف الى درجة (الهستيريا) مُعتقدين أن في طريقتهم هذه إمكانية مباشرة لإيصال تعليماتهم الى اللاعبين.
نُؤمن بان هناك غايات مُهمة تقف وراء مُتابعة أهل الشأن لمباريات الفرق العالمية وتعكس في مضمونها إفادة مُتعددة الجوانب من أحداث تلك المقابلات، التي توضع - تصنيفا - في خانة مُميزة فنيا، فاللاعب يذهب في الاتجاه، الذي يجعله يستفيد من الجانب المهاري لنجوم الكرة العالميين ما يُعينه في تقديم صورة جيدة مع فريقه، وكذلك الجمهور، وهنا نتحدث في السياق العام وبعيدا عن زمن كورونا، من المُفترض أن ينهل بدوره ما يسعفه في أداء دوره كأحد أركان تطور اللعبة عبر استيراد فنون التشجيع الأكثر تحضرا، فضلا عن تعلم الكيفية، التي ينتظم فيها المشجعون والتي غالبا ما تُضفي رونقا يعطي دافعا معنويا لفرقهم من دون الإساءة الى جمهور الفريق المقابل، ولعل في طليعة الأدوات، التي ينبغي لها الإفادة من متابعة المباريات العالمية، هم المدربون، الذين تقع في حدود دائرة مسؤوليتهم المُهمة الأولى في تطوير مهارات اللاعبين.
فسلوكيات المُدربين العالميين، سواء مع الأندية أو المنتخبات، تعكس في المنافسات الكبيرة صورا ايجابية نرى انه من الطبيعي أن يأخذ بها مُدربونا، طالما أنها ترسم نهجا مُؤسسا على أفكار تناغمية تبني العلاقة الى درجة كبيرة بين المدرب ولاعبيه.. والى جانب الفلسفة (الخططية)، التي تُسوّقها المنافسات العالمية، فان احترام المدربين الكبار لإمكانات لاعبيهم الفكرية والأدائية تُعبد سبيل التعاطي بين الاثنين، فالمدرب عندما يعي جيدا مهارات لاعبيه ويضع في ضوء ذلك طريقة العطاء في كل مباراة، فان الامر ينتهي بدخول اللاعبين ارض الملعب ولا تجد هناك صراخا من قبل المدربين على اللاعبين، لان هذا السلوك ربما في جانب منه يعطي انطباعا بعدم أهلية اللاعبين على هضم الأفكار، التي طرحها المدرب قبل خوض اللقاء.
ما ننشد الخوض فيه في جانب العلاقة بين مدربينا ولاعبيهم هو أن الاتفاق على طريقة الأداء لا تنتهي بولوج فرقهم ارض الملعب، حيث تجد ان بعض المدربين يواصلون (الصراخ) غير المُبرر على لاعبيهم وكأنهم يُعاودون شرح تفاصيل خطة اللعب خلال سير المباراة، بل ان ثلة بينهم يتعاطون وعلى مسمع الجميع مع لاعبيهم كلمات قاسية، وهو سلوك غالبا ما يأتي تأثيره سلبا، نتيجة سيل كلمات التشويش، التي تُصيب افكار اللاعبين بسهام القلق وتجعلهم غير مُستقرين في أدائهم، ويقينا ان مثل هكذا أمور تُؤشر حالين، الأول يتجلى بعدم ايجابية ثقة المدرب باللاعبين ما يدفعه الى تذكيرهم بما تم الاتفاق عليه من أسلوب للأداء، وأما الثاني فهو يتعلق بإخفاق المدرب في إيصال أفكاره بصورة سلسة الى اللاعبين وفي الأمرين يكون هناك خلل ينبغي الوقوف عنده بإمعان والسعي لإيجاد المُعالجات المطلوبة له، ذلك ان لجوء المدرب الى هذه الطريقة للتواصل مع لاعبيه أثناء المُباريات، أنما يعكس بعدا غير مُتوازن في شخصيته المهنية وعدم امتلاكه لرؤى واضحة.