{أوسكار 2021} ستبقى في الذاكرة
منصة
2021/04/23
+A
-A
لوس انجليس: أ ف ب
تسعى جوائز الأوسكار هذه السنة، من خلال الحضور البارز لذوي البشرة الملونة في ترشيحاتها، أو من خلال وجود نساء وذوي أصول آسيوية بين المتنافسين على لقب أفضل مخرج، إلى تحقيق أرقام قياسية على كل مستويات التنوع، وليس فقط بفضل الجائحة التي أدت إلى تغييرات في خطط هوليوود.
ولا شك في أن أحد عوامل هذا التغيير كان الإصلاح الذي شرعت فيه الأكاديميَّة التي تمنح الجوائز السينمائيَّة الأميركيَّة الأهم، سعياً إلى توسيع تنوع تركيبة أعضائها بحيث تعكس المجتمع على نحو أفضل.
ورأى الممثل الأميركي الأسود دواين بارنز («سوسايتي مينيس 2») في مقال عبر موقع «ديدلاين» المتخصص أنَّ جوائز الأوسكار هذه السنة ستبقى في الذاكرة «نظراً إلى كونها السنة التي تحققت فيها التغييرات الموعودة التي اعتُمِدَت قبل ست سنوات، عقب حملة #أوسكارز سو وايت («الأوسكارات بيضاء جدً»)».
وثمة فرص كبيرة ليفوز بجوائز أوسكار غد الأحد كل من الممثل الراحل تشادويك بوزمان وزميلته «ما رينيز بلاك باتم» فيولا ديفيس والممثل دانيال كالويا عن دوره في «جوداس أند ذي بلاك ميسايا»، والكوري الجنوبي يوه جونغ يون عن دوره في «ميناري». أما الأميركية من أصل صيني كلويه جاو فهي الأوفر حظاً للحصول على جائزة أفضل مخرج عن فيلمها «نومادلاند».
وأُطلقَت حملة #أوسكارز سو وايت في كانون الثاني 2015 على الشبكات الاجتماعية للتنديد بكون الغالبية الساحقة من الذين فازوا بالجوائز تلك السنة من المرشحين البيض الذين اختارتهم أكاديمية مكونة أساساً من رجال أنغلوساكسونيين كبار في السن.
وتحت الضغط، أقرّت الأكاديمية عام 2016 بأنَّ 93 في المئة من أعضائها الذين كان عددهم يبلغ ستة آلاف حينها كانوا من البيض، وبأنَّ 76 في المئة منهم ذكور، متوسط أعمارهم 63 عاماً. وأعلنت إثر ذلك مضاعفة عدد النساء والأعضاء من الأقليات العرقية بحلول العام 2020 لضخ دماء جديدة في صفوفها.
وأوفت الأكاديمية بوعدها الصيف الفائت، وباتت الهيئة التي تتولى التصويت لجوائز الأوسكار تضم نحو 33 في المئة من النساء و19 في المئة من «الأقليات ذات التمثيل المنقوص» (1787 في المجموع).
«مزيج مثالي»
بعد #أوسكارز سو وايت، برزت حركات تطالب بتعزيز التقدير لدور المرأة في كل المهن السينمائية، أمام الكاميرا وخلفها، ووفّر لها ما كشفته قضية هارفي واينستين.
ولاحظت مؤسِسَة موقع «أووردز ديلي» المتخصص في الجوائز السينمائية منذ العام 1999 ساشا ستون أن «كل هذه الأمور أدت إلى اهتزاز شجرة جوز الهند. وقد حصل ذلك للمرة الأولى هذه السنة، نظراً إلى أن الجائحة أدت إلى تأجيل الإنتاجات الكبيرة ما ترك المجال مفتوحاً أمام الأفلام الأخرى». وقالت: «تبيّن أن كثيراً من هذه الأفلام هي لمخرجين ذوي بشرة ملونة ولنساء».
وفي ظل إغلاق دور السينما وتحوّل الجمهور إلى مشاهدة الأفلام في المنزل عبر منصات البث التدفقي، شكّلت هذه العوامل «مزيجاً مثالياً». وتضيف ستون «لم يعد يوجد سوى الأفلام وأهل السينما وبات بإمكانهم أن يفعلوا ما يحلو لهم بعيداً من هاجس شباك التذاكر».
وأكد عالِم الاجتماع المتخصص في تمثيل الأقليات في وسائل الإعلام دارنيل هانت من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس أن الإقبال على منصات البث التدفقي خلال الجائحة «كان بالتأكيد من العوامل»، إذ «لوحظ أن التنوّع في الأعمال التلفزيونية ازداد بشكل أسرع بكثير مما في السينما».
وأضاف هانت الذي يدير كل عام منذ 2014 دراسة عن التنوع في هوليوود أن نجاح منصات الفيديو على الطلب «ساهم في تقديم مجموعة من الأفلام إلى الأكاديمية أكثر تنوعاً بكثير مما هو مألوف، وقد ترجم ذلك في الترشيحات».
«سلّطّة»
بالنسبة إليه كما بالنسبة إلى ساشا ستون، لن يكون التقدم الكبير الذي حققته الأكاديمية مذهلًا بالقدر نفسه في السنوات المقبلة لكنه لا يعتقد أن «الوضع يمكن أن يعود إلى سابق عهده».
ورأى أن «كل شيء يسير في الاتجاه الصحيح، فالأكاديمية مستمرة في تعزيز التنوع وقد اعتمدت معايير جديدة لفئة أفضل فيلم روائي» يُتَوَقع أن تعزز اعتباراً من سنة 2022 حضور الأقليات العرقية والنساء والمثليين في الأوسكار، سواء أكان دورهم على الشاشة أو وراءها.
تغيير هوليوود ككل
أملت ساشا ستون في ذلك، لكنها اشارت إلى أنَّ «الجوائز السينمائية منفصلة اليوم فعلياً عن شباك التذاكر». لكنها اعتبرت أن صناعة السينما تسعى قبل كل شيء إلى «كسب المال».
واضافت «إذا كان المخرجون الذكور يحققون ربحاً أكبر للإنتاجات، فستستمر الاستعانة بهم. وإذا كان الممثلون البيض يجعلون الفيلم يحقق مداخيل أكبر، فسيستمر إسناد الأدوار إليهم».
ولاحظت أن «هوليوود تسعى إلى كسب المال لكنها تريد أيضاً تكوين صورة جيدة وتساعدها جوائز الأوسكار في ذلك». واضافت «إنها مثل مطاعم ماكدونالدز: تبيع (شطيرة الهمبرغر) بيغ ماك في كل أنحاء العالم لكن لديها هذه السلطة التي تجعلها تبدو كأنها تهتم بالصحة. هكذا هي جوائز الأوسكار لهوليوود: سَلَطة».
أفضل فيلم
وأعربت المخرجة الأميركية المولودة في الصين كلويه جاو عن شعورها بالحماسة حياء حفلة توزيع جوائز الأوسكار المقررة غداً الأحد بعدما فاز فيلمها «نومادلاند» بلقب أفضل فيلم ضمن جوائز «سبيريت اواردز».
والفيلم مستوحى بشكل مباشر من كتاب يحمل الاسم نفسه نشرته في العام 2017 الصحافية الأميركية جيسيكا برودر بعدما رافقت هؤلاء الرحل ذوي الشعر الرمادي الذين يجوبون الولايات المتحدة في مقطوراتهم الصغيرة، ويعيشون بين الصحاري والوظائف المتواضعة، لكنهم أحرار.
ومعظم الممثلين في فيلم كلويه جاو هواة يؤدون شخصياتهم الخاصة، فيما تؤدي الممثلة المحترفة الحائزة جائزة أوسكار فرانسيس ماكدورماند، التي أطلقت المشروع وأنتجته، دور الشخصية الرئيسية فيرن.
وجوائز «سبيريت اواردز» التي تقام افتراضيا هذا العام بسبب كوفيد - 19، هي المحطة قبل الأخيرة في جوائز هوليوود وصولا إلى حفلة الأوسكار التي ستقام في لوس أنجليس يوم غد الأحد.
وقالت جاو: «لدينا الكثير من الأصدقاء الذين رشحوا هذا العام، ونحن متحمسون لرؤيتهم... كما أن هناك بعض الضيوف الذين سيشكلون مفاجأة!».
وعندما قال أحد أعضاء لجنة التحكيم إنَّ هؤلاء الضيوف الغامضين قد يكونون الشخصيات الحقيقية الممثلة في الفيلم قالت «أتحرّق شوقا حتى أعانقهم. أنا في حاجة إلى معانقة شخص ما!».
وبينما كانت تتسلم جائزتها، شكرت جاو «مجتمع الأفلام المستقلة» قائلة «لم نكن لنكون هنا لولاكم».
وفيلم جاو التالي هو «إيتيرنلز» وهو جزء من سلسلة أفلام «مارفل» للأبطال الخارقين والتي حققت أرباحا ضخمة.
الافلام المتنافسة
* «The Father»
اقتُبس «ذي فاذر» من مسرحية للفرنسي فلوريان زيلر الذي تولى إخراج الفيلم أيضاً، وهو من بطولة أنتوني هوبكنز، ويأخذ المشاهد في رحلة مرعبة في عالم خرف الشيخوخة. وتدور أحداث الفيلم في شقة لندنية طرد منها العجوز العنيد أنتوني (هوبكنز) الممرضة التي تتولى رعايته، بعدما طرد مجموعة كبيرة من اللواتي سبقنها، مما اضطر ابنته آن (أوليفيا كولمان) إلى السعي إلى إيجاد بديل بسرعة. لكن المظاهر غالباً ما تكون خادعة في حياة هذا الأب غير الهادئ الذي تتدهور قدراته بوتيرة سريعة.
حظي الفيلم بالاستحسان خلال مهرجان صندانس في كانون الثاني 2020، ولا سيما لجهة أداء أنتوني هوبكنز، ومع ذلك، فإن «الأب» ليس من بين الأوفر حظاً لأوسكار أفضل ممثل.
* «JUDAS and the Black Messiah»
شهد العام الفائت الكثير من الأفلام التي أنتجها وأدارها مخرجون سود وشارك فيها ممثلون سود، لكن فيلم «جوداس أند ذي بلاك ميسايا» هو الوحيد الذي تمكن من انتزاع ترشيح لجائزة أوسكار أفضل فيلم روائي طويل.
بعيداً من المعايير المألوفة في أفلام «السيرة الذاتية»، يتناول الفيلم القصة المأسوية لفريد هامبتون (دانيال كالويا) من زاويتين: الأولى من منظور زعيم حركة «بلاك بانترز» نفسه، والثانية من منظور مخبر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) الذي خانه وليام اونيل (ليكيث ستانفيلد).
وتدور أحداث الفيلم الذي أنتجه مخرج فيلم الأبطال الخارقين «بلاك بانتر» بمدينة شيكاغو في ستينات القرن العشرين، ويتمحور على جهود هامبتون لتعبئة الجماهير ضد عنف الشرطة الذي استهدف السود، في وقت كان عناصر «إف بي آي» يحاصرونه ومناصريه. ومع أنه كان آخر الأفلام التي دخلت السباق إلى الأوسكار إذ عُرض للصحافة في شباط، تمكن من أن يحصد ما مجموعه ستة ترشيحات.
* «Mank»
تصدّر «مانك» قائمة الترشيحات لجوائز الأوسكار هذه السنة، إذ حصل على عشرة منها، وهو يتناول العصر الذهبي لهوليوود، وتولى إخراجه ديفيد فينشر.
والفيلم الذي صوّر بكامله بالأبيض والأسود، يتناول بطريقة بالغة الرومانسية ولادة فيلم أورسون ويلز «سيتيزن كين» والسيناريو الذي كتبه هيرمان مانكيفيتش (أدى دوره غاري أولدمان).
* «MINARI»
كان المخرج الأميركي من أصل كوري جنوبي لي أيزك تشانغ على وشك اعتزال الإخراج ليمتهن التدريس عندما صوّر «ميناري» المستوحى بشكل كبير من طفولته. ومع أن حوارات الفيلم تدور باللغتين الإنكليزية والكورية، يُعدّ «ميناري» قصة أميركية بشكل اساسي، إذ يتناول قصة مهاجرين تركوا كل شيء وراءهم وانتقلوا إلى حيث يمكنهم بناء مستقبل لأنفسهم. ويتمحور «ميناري» على قصة عائلة من أصل كوري جنوبي تنتقل إلى منطقة أركنسو الريفية في ثمانينات القرن العشرين سعياً إلى حياة جديدة والعمل في مجال الزراعة.
* «Promising Young Woman»
لا يتمع «بروميسينغ يونغ وومان» بالمقوّمات التقليدية للأفلام التي يمكن أن تحصل على جائزة الأوسكار، لكنّ هذا الفيلم تعمّد ألا يكون نمطياً. فالفيلم هو الشريط الروائي الأول الطويل للمخرجة إميرالد فينيل، ويتناول قصة كاسي (كاري ماليغان)، وهي شابة تسعى إلى الثأر لاغتصاب زملائها السابقين في الكلية صديقتها المقربة. وقررت كاسي الإفادة من الفرصة لبث الرعب بين رجال المدينة التي تنتمي إليها، وأولئك الذين ترى أنهم متواطئون معهم. وتنصب الشابة المكامن لهؤلاء في الحانات. تتظاهر بأنها ثملة من أجل جذب الرجال الذين يلعبون دور «الطيبين» إليها ودفعهم إلى الكشف عن كراهيتهم للنساء.
* «Sound of Metal»
كان موسم الجوائز بمثابة رحلة طويلة لفيلم»ساوند أوف ميتل» بدأت عام 2019 في مهرجان تورنتو السينمائي، وهو اكتسب زخماً تدريجياً من الاستحسان. ومع أنه من بين الأفلام الأقل حظاً في الفوز، نجح فيلم «ساوند أوف ميتل» في تسليط الضوء على ضعاف السمع وعلى كيفية معاملة الأشخاص ذوي الإعاقة في هوليوود. وقد يتمكن من الفوز بتماثيل صغيرة في الفئات الفنية، وخصوصاً في تلك الخاصة بالصوت.
* «The Trial of the CHICAGO 7»
يتمتع «ذي ترايل أوف ذي شيكاغو سفن» بمعظم المؤهلات المطلوبة في فيلم لكي يكون قادراً على انتزاع جائزة الأوسكار الكبرى، ومنها طاقم ممثلين مرموقين ومخرج وكاتب مخضرم وقصة تتناول موضوع الساعة وخصوصاً أن الفيلم تزامن مع الاحتجاجات الضخمة المناهضة للعنصرية في الصيف الماضي والانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل.
وكان ستيفن سبيلبرغ نفسه هو من طلب من آرون سوركين كتابة قصة عن أعمال الشغب ضد حرب فيتنام في شيكاغو عام 1968 والقمع الشرطي والقضائي العنيف الذي أعقب ذلك.
ويرى الخبراء في الجوائز الهوليوودية أن الفيلم الذي يمكن أن يحرم «نومادلاند» الفوز بالأوسكار الأحد هو «ذي ترايل أوف ذي شيكاغو سفن».