جسر للطيبين

الرياضة 2021/04/25
...

طه كمر
كانت أنديتنا بعيدة كل البعد عن الاستحقاق الآسيوي المتمثل ببطولة دوري أبطال آسيا أسوة بالأندية السعودية والاماراتية والقطرية وبقية أندية القارة الصفراء ، حيث كانت المشاركة تقتصر فقط على بطولة الاتحاد الآسيوي التي تعد أقل شأنا وقيمة اعتبارية من هذه البطولة المهمة على الصعيد القاري، وقد توضحت رغبة فريق القوة الجوية الجامحة والتي تجسدت بخطف لقبها ثلاث مرات متتالية بعد أن أخفق فريق أربيل في إحراز لقبها عندما كان طرفا في المباراة النهائية لمرات عدة، ما يجعلنا أمام طموح مغر جدا في إمكانية ولوج البطولة الآسيوية المهمة على اعتبار ان أنديتنا أصبحت لديها خبرة في المشاركة الآسيوية.
لكن وللأسف أن تكون المشاركة بهذا المستوى الهزيل الذي قدمه فريقا الشرطة والقوة الجوية فهذا يجب عدم السكوت عنه والوقوف أمام هذه الإخفاقة التي جعلتنا نعيد حساباتنا مجددا بكرتنا التي ما زالت تحبو بمكانها، فالأول بات محطة استراحة مغرية جدا لجميع فرق مجموعته التي ثخنت شباكه بأهداف غزيرة جعلت من هذا الفريق الذي يعد الأقوى والأغنى محليا جسرا للطيبين يعبر عليه من يشاء من خلال ما توضح جليا في مبارياته التي خاضها في المجموعة الثالثة، بينما كان الثاني أقل وطأة من سابقه بعد أن جمع نقطتين من تعادلين مقبولين وخسارتين بمحض إرادته.
الموضوع لم يتوقف عند هذه الاخفاقة بل هناك تساؤل يحير الجميع مفاده لماذا وصلت الكرة العراقية لهذا المنحدر الخطير الذي ربما ينعكس سلبيا على مستقبل منتخبنا الوطني الذي تنتظره جولة حاسمة في حزيران المقبل بدولة البحرين مكان تجمع المجموعة الثالثة المؤهلة لكاس العالم 2022 وأمم آسيا 2023 ، ومن المسؤول عن هذا الترهل الذي أساء للكرة العراقية أيما إساءة بعد أن أصبحت الفرق الآسيوية تتفسح على خطوط الطول والعرض لأنديتنا التي كنا نمني النفس يوما ما أن تتواجد بهذا المحفل الآسيوي ، فالمفاجأة مدمرة جدا ولم نستوعبها حتى اللحظة ولا يمكن أن تمر مرور الكرام، خصوصا اذا ما أحصينا عدد لاعبي المنتخب الوطني في هذين الفريقين لوجدنا انهم يشكلون التشكيلة الكاملة للمنتخب.
ما شاهدناه من أداء خصوصا لفريق الشرطة يعطينا انطباعا ان هذا الفريق يشكل رقما عاديا في تسلسل الدوري المحلي وغير منافس على اللقب، كونه لم يستطع المطاولة في البطولة الآسيوية ولم يجد نفسه مواجها حقيقيا ومتحديا لفرق مجموعته التي لم تكن بأفضل حالا منه فهناك فريقان خليجيان وآخر إيراني بعيدا عن الأندية اليابانية والكورية والاسترالية ، لكن كيف لمدرب المنتخب العراقي كاتانيتش أن يستدعي معظم لاعبيه لصفوف المنتخب الذي كشفت نواياه قبل أن يخوض التجمع الأخير بعد أن تكفل لاعبو الشرطة بالإفصاح عن رغبتهم البائسة في الظهور بالمستوى الذي تنتظره الجماهير العراقية والتي تعد بمثابة البروفة الحقيقية لاسود الرافدين.