العالم يُعزّي العراق بفاجعة مستشفى ابن الخطيب

العراق 2021/04/26
...

 بغداد: محمد الأنصاري
 
تلقى العراق التعازي والتضامن من دول العالم، أمس الأحد، بالفاجعة الكبيرة التي ألمّت بالبلاد بالحادث المأساوي الذي أودى بحياة عشرات الشهداء والمصابين في مستشفى “ابن الخطيب” ببغداد، بينما طالبت جهات سياسية وبرلمانية بتقديم المقصرين للعدالة لينالوا جزاءهم، مع دعوات بإعادة النظر في المنظومة الصحية بشكل كامل جراء الإخفاقات ونقص الخدمات المقدمة للمواطنين على مر السنوات الماضية. 
وعزى الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، رئيس الجمهورية برهم صالح، بشهداء الحادث المأساوي الذي وقع في مستشفى ابن الخطيب.
وجاء في برقية الرئيس عون: “إنني، إذ أشاطركم شديد الألم، أتقدم اليكم شخصياً ومن خلالكم الى شعبكم الشقيق بأحر التعازي، رافعاً إلى الله الدعاء أن يصونكم من هوان أي شر لتبقوا عنوان العزة”.
وأضاف عون: “بينما نحن نتقاسم الإصرار عينه على مواجهة وباء كورونا ونتائجه، أضع قدرات لبنان الطبية لمعالجة جرحى الحريق، بما في ذلك العلاج خارج بلادكم الشقيقة إن اقتضى الأمر”.
 
بيان أممي
وأعربت الأمم المتحدة، عن صدمتها من حريق مستشفى ابن الخطيب، بينما دعت إلى اتخاذ تدابير حماية أقوى لمنع الكوارث.
وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت في بيان: “نعرب عن الصدمة والألم لفداحة الحادث المأساوي الذي طال مرضى كوفيد-19 الراقدين في مستشفى ابن الخطيب ببغداد ليل السبت”، مقدمة “خالص تعازيها لأُسر الضحايا الذين لقوا حتفهم وتمنياتها بالشفاء العاجل والتام للجرحى”.
ودعت بلاسخارت إلى “اتخاذ تدابير حماية أقوى لضمان عدم تكرار حدوث مثل هذه الكارثة”، لافتةً إلى أن “الأمم المتحدة تواصل تقديم دعم حيوي للقطاع الصحي في العراق وسط الجائحة وتزايد الإصابات، وهي على استعداد لتقديم المزيد من المساعدة للجهات الصحية في مكافحة المرض”، وطالبت الأمم المتحدة بـ”اتخاذ تدابير حماية أقوى لمنع الكوارث”.
 
تضامن دولي
كما تقدمت سفارات وبعثات الدول العربية والأجنبية ببغداد، وعدد من وزارات الخارجية في العالم، ببيانات تعزية وتضامن مع العراق.
وذكرت السفارة الأميركية في بغداد في بيان، أن “الولايات المتحدة تتقدم بأحر التعازي لضحايا حريق مستشفى ابن الخطيب ببغداد واسرهم. وقلوبنا وصلواتنا معهم ونأمل الشفاء العاجل للمصابين”.
وقدم السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيكي، التعازي بشأن حادث مستشفى ابن الخطيب، وقال هيكي في تغريدة على “تويتر”: “أشعر بحزن بالغ لما تردد عن حريق مستشفى ابن الخطيب في بغداد”، وأضاف، “تعازينا القلبية للضحايا واسرهم وللشعب العراقي الذي فجع بهذه المأساة، لترقد ارواح الضحايا بسلام”.
وزارة الخارجية التركية، قالت في بيان تعزية: “تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ استشهاد ما لا يقل عن 80 مريضاً وأقاربهم إثر الانفجار وما تلاه من اندلاع الحريق في مستشفى ابن الخطيب في بغداد”، وأضافت، “نتقدم بتعازينا للشعب العراقي الشقيق والحكومة العراقية الشقيقة، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين”.
كما عزت ألمانيا عبر سفارتها في العراق بحسب البيان: “لقد صدمنا بالحادث المأساوي الذي وقع في مستشفى ابن الخطيب في بغداد والذي تسبب في حزن ومعاناة إنسانية لا توصف، نتقدم بتعازينا القلبية الخالصة لاسر الضحايا ونتمنى لجميع الجرحى الشفاء العاجل”.
بينما أعربت سفارة جمهورية الصين لدى العراق في بيان “عن صدمتها بحادث الحريق في مستشفى ابن الخطيب الذي أدى الى وفاة وإصابة الكثير من المواطنين العراقيين، وتتقدم السفارة بأخلص التعازي لضحايا الحادث واسرهم، متمنية للمصابين شفاء عاجلا»، ‎وقدمت سفارتا جمهورية كوريا وتونس في بغداد تعازيهما بالحادث المأساوي.  
الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أصدرت عدة بيانات تعزية وتضامن مع العراق،  وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف في حسابه على “تويتر”: “نتقدم بالتعازي للعراق حكومةً وشعباً وخاصةً ذوي ضحايا حادث مستشفى ابن الخطيب ببغداد، الذي أدَّى إلى استشهاد وجرح العشرات من المواطنين العراقيين بينهم العديد من المرضى”.
كما عرض وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيراني سعيد نمكي استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية “لتقديم المساعدة على جميع المستويات في مواجهة وباء كورونا”، وتقدم السفير الايراني لدى العراق ايرج مسجدي، بالتعزية لاسر ضحايا مستشفى ابن الخطيب متمنيا للمصابين الشفاء العاجل.
وقدمت وزارات الخارجية في مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وجمهورية مصر العربية، تعازيها للعراق بالحادث المأساوي، كما أصدر رئيس البرلمان العربي عادل بن عبد الرحمن العسومي، بيان تعزية مماثلا.
وكتب شيخ الأزهر أحمد الطيب، تغريدة على حسابه في «تويتر» قال فيها: «خالص العزاء للشعب العراقي الشقيق في ضحايا حريق مستشفى ابن الخطيب».
وأكد الطيب «تضامن الأزهر الشريف وعلمائه مع إخواننا العراقيين في مصابهم الجلل»، مشيراً إلى أن «الأزهر بكافة قطاعاته الطبية مستعد للمساهمة في رفع المعاناة عن إخواننا».
 
مواقف محلية
وفي البيانات المحلية، تقدم زعيم «التيار الصدري»، السيد مقتدى الصدر، بالعزاء إلى «ذوي الضحايا الذين ذهبوا ضحية الإهمال والفساد»، وأعرب في تغريدة على «تويتر»، عن خشيته من أن «يكون الحادث المؤلم ضمن حوادث ستكون متتالية من أجل أهداف يضمرها بعض المخربين لاستهداف أمن العراق، لاسيما مع اقتراب الانتخابات وخصوصاً مع اضمحلال فرصهم في الفوز».
ودعا السيد الصدر «رئيس الوزراء الى إقالة وزير الصحة في حال ثبت تقصيره»، وأضاف «أنني لن أزج نفسي ولا أتباعي بمثل هذه الحرب القذرة التي خبرناها مع كل اقتراب للانتخابات».
كما طالب رئيس تحالف «عراقيون» السيد عمار الحكيم، بتحقيق عاجل في حادث مستشفى ابن الخطيب، بينما دعا الى حملة تثقيفية للتعريف باجراءات السلامة المهنية .
وقال السيد الحكيم في تغريدة: “نثمن جهود رجال الدفاع المدني والجهود الشعبية الساندة في مواجهة الحريق وعدم اتساع رقعته”، داعياً “الجهات المعنية الى ضرورة فتح تحقيق عاجل وسريع للوقوف على أسباب وقوع الحادث لضمان عدم تكراره”، مبدياً استغرابه “من خلو هذا المستشفى وبعض المؤسسات الصحية من نظام التحسس والإنذار المبكر لتفادي هذه الحوادث المؤلمة”.
وعدّ أن “تكرار هذا النوع من الحوادث يستوجب اتخاذ إجراءات سريعة لتوفير أدوات المواجهة وأساليب المعالجة”، لافتاً الى انه “لم يعد منطقيا قبول تكرار هذه الكوارث لذات الأخطاء”.
بدوره، أعرب حزب الدعوة الإسلامية، عن الحزن والأسى العميق على ضحايا حادث الحريق في مستشفى ابن الخطيب، وذكر بيان للحزب أن: “تكرار الحرائق في الأسواق والمنشآت، ولاسيما في المستشفيات يدعو الى القلق، ويكشف عن خلل بنيوي واضح في تأهيل المؤسسات وعدم اشتراط اجراءات السلامة عند منح الإجازات”.
ودعا الجهات المعنية الى: “تحمل مسؤولية ما حصل، وعلى الحكومة إجراء تحقيق سريع بالحادث وإعلان النتائج للرأي العام لتهدئة النفوس، ومحاسبة كل من يثبت تقصيره، وإهماله القيام بواجبه”. تحالف “الفتح”، بزعامة هادي العامري، قال في بيان: إن “ما جرى خلال اليومين الماضيين في ناحية الوحدة والحادثة المفجعة في مستشفى ابن الخطيب مساء السبت، جريمة لا يمكن السكوت عليها”، مبيناً أن “واقعاً صحياً وخدمياً كهذا الواقع المزري والمخيف، يعرض البلاد إلى موجة عالية من الاحتجاجات الشعبية ويضعها فوق صفيح ساخن ويدفع الأوضاع الاجتماعية إلى مزيد 
من التدهور”.
وطالب “الفتح” بإجراء تحقيق فوري “من أجل تشخيص الخلل ومحاسبة المقصرين”، داعياً أعضاء مجلس النواب إلى “جلسة مغلقة بعيدة عن الإعلام والمزايدات الكلامية والسياسية وما يرافقها من شحن وطحن سياسي وتصفية حسابات كتلوية وسياسية بحضور وزيري الصحة والكهرباء لمحاسبة المقصرين في هاتين الوزارتين ووضع حلول فورية تعالج أزمة الكهرباء والتردي الكبير في مجال الخدمات الصحية”.
أما ائتلاف “النصر”، بزعامة حيدر العبادي، فطالب الحكومة بتحمّل مسؤولياتها بمعاقبة جميع الذين تسببوا بفاجعة مستشفى ابن الخطيب وعلى المستويات الإدارية والتنفيذية كافة، وذكر الائتلاف في بيان، أن “الإهمال جريمة بذاتها، وحيوية المؤسسات تقتضي تفعيلاً صارماً وشاملاً لنظام المتابعة والرقابة والعقوبة”.
النائب عن ائتلاف “النصر” عدنان الزرفي، دعا الى إجراءات تصحيحية في وزارة الصحة، واضاف أنه “لا بد من إجراءات، ليست فقط عقابية، وإنما تصحيحية في وزارة الصحة، لاسيماً نحن مقبلون على صيف لاهب، وهناك معاناة كبيرة للمواطنين في ظل انتشار فيروس كورونا بين المواطنين”.
ونشرت رئاسة حكومة إقليم كردستان، تفاصيل الاتصال الهاتفي بين رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي. وقالت الرئاسة في بيان،: إن “بارزاني أعرب خلال الاتصال الهاتفي عن تعازيه وتعاطفه وتضامنه مع ضحايا الحادث المأساوي في مستشفى ابن الخطيب ببغداد”، وتابع البيان، أن “بارزاني أعلن للكاظمي استعداد مؤسسات حكومة الإقليم لتقديم جميع أنواع المساعدة والدعم، وعبّر عن أمله في ألا تتكرر مثل كارثة كهذه مرة أخرى”. 
من جانبه، قال تحالف “عزم” في بيان بشأن المأساة: “رغم أن كارثة مستشفى ابن الخطيب ليست الأولى في سلسلة كوارث الحرائق التي طالت المؤسسات الرسمية وغير الرسمية وأدت إلى وقوع ضحايا، إلا أنها الأكثر بشاعة في أثرها الإنساني وتدل دلالة قاطعة على عجز النظام الصحي عن توفير شروط السلامة الصحية في مستشفياتنا بمعاييرها العلمية التي تقلل من نسبة الضحايا والخسائر”.
وأضاف البيان، أن “ما حصل من كارثة إنسانية في مستشفى ابن الخطيب يتوجب التعامل معه كنتاج لمنظومة الفساد في المؤسسات الحكومية ومنها الصحية، ويستدعي محاسبة جادة للمقصرين في مراكز القرار ومسؤوليته، وإعادة النظر في النظام الصحي المنهار الذي وضع العراق في المركز الأول عربياً على مستويات الإصابة بوباء كورونا”.
وتابع التحالف: “ينبغي ألا تمر هذه الكارثة مرور الكرام ويطويها النسيان كسابقاتها والاكتفاء بتشكيل اللجان وبعض قرارات تهدئة النفوس وامتصاص النقمة، بل يتوجب اتخاذ قرارات شجاعة ومسؤولة بمستوى الكارثة، التي أدت إلى هذا العدد من الضحايا”. عضو مفوضية حقوق الإنسان فاتن الحلفي، قالت بدورها: “يجب على اللجنة التي تمَّ تشكيلها من قبل رئيس الوزراء لمتابعة حادث مستشفى ابن الخطيب، متابعة أوضاع جميع المستشفيات والمراكز الصحية في العراق وتشخيص النقوصات فيها”.
وأكدت الحلفي “أهمية منح الاهتمام الأكبر للمؤسسات الصحية في البلاد، وخصوصاً انها الآن تعاني من نقص الخدمات وتهالك أبنيتها”.
وقدمت نقابة الصحفيين العراقيين، التعازي والمواساة للشعب العراقي ولذوي ضحايا فاجعة مستشفى ابن الخطيب في العاصمة بغداد، مشيرة في بيان إلى أن “تلك الفاجعة الأليمة ما كانت لتحدث لولا الإهمال واللامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية”، ودعت النقابة، الجهات المسؤولة إلى “تحمل مسؤولياتها للحد من تلك المآسي وعدم تكرار حدوثها”.
ووجّه رئيس ديوان الوقف السني سعد كمبش، بإقامة صلاة الغائب ترحما على ضحايا مستشفى ابن الخطيب في مساجد 
العراق كافة.