إشكالية الفهم الخاطئ

الرياضة 2021/04/28
...

خالد جاسم
*هناك تصور خاطئ لدى البعض من العاملين في وسطنا الرياضي، وتحديدا لدى نخبة المسؤولين وأصحاب العناوين والمواقع، وهو تصور قائم على الأحساس بأن مهمة الصحفي والاعلامي الرياضي يجب أن تستند الى كيل المديح والاشادة بكل خطوة عمل أو قرار يتخذه هؤلاء المسؤولون أو أصحاب القرار، وأن يقتصر دور الصحفي على تسليط الأضواء على الجوانب المشرقة ونقل الحالات الايجابية في ميادين عملهم فقط، وليس أن يضع الاعلامي نصب عينيه النصف الاخر من مسؤوليته المهنية وحسه الوطني ويقظة ضميره عندما يبرز الجوانب السلبية ويضع مشاهد الإخفاق والمناظر المؤذية في الرياضة، ليس من باب الاستهداف لهذا المسؤول أو تصيد أخطاء تلك الجهة الرياضية، بل من أجل تبصير ولفت أنظار من يعنيهم الأمر الى ما يجري في مؤسساتهم الرياضية من ممارسات خاطئة أو ما يحدث من سلبيات من الواجب أن يشعر المسؤول أو القائد الرياضي خلالها بالحرص والتفاني من أجل تجاوز مواطن الخلل ونقاط السلب، وليس أن تأخذه العزة بالإثم فيعتقد واهما بأن توجيه النقد اليه أو الى أي مفصل اخر تحت عهدته، استهداف له أو جزء من مؤامرة أو أمر دبر بليل ضد مؤسسته أو اتحاده أو ناديه . وعلى الرغم من حرص وإصرار الاعلام الرياضي على ممارسة مسؤوليته المهنية في تشخيص السلبيات ورصد مواقع الخلل أينما كانت في الجسد الرياضي العراقي، إلا أن استجابة بعض المسؤولين وعلى اختلاف مواقعهم لم ترتق الى مستوى التمنيات نتيجة ضعف ايمانهم بما يكتب أو بسبب التسويف والتجاهل للحقائق مهما كان حجمها السلبي ونوعها الموجع متناسين أن التغافل والسكوت عن الأخطاء وعدم معالجتها تؤدي في النهاية الى إلحاق الأضرار البالغة بالرياضة عموما والمواقع التي يديرونها بشكل خاص . كذلك فإن ما يؤسف له وساعد على ترسيخ ما يشبه الفجوة بين الاعلام الرياضي عموما والصحافة الرياضية بشكل خاص من جانب، والمسؤولين في الرياضة من جانب اخر، حضور الفهم الخاطئ لدى المسؤول من خلال إصغائه لبعض من نطلق عليهم على حد وصف عالمنا الاجتماعي الراحل علي الوردي وعاظ السلاطين، أو الاستماع الى طرف معين وأهمال الطرف الاخر مما يضع المسؤول أمام أنصاف الحقائق وليس كلها، ومن ثم فإن الحوار المباشر والمفتوح على طاولة الصراحة جدير بإزالة سوء الفهم والالتباس  وتجسير الهوة بين المسؤول والاعلام وخلق بيئة تعاون مثمرة وإيجابية تسهم في تلافي الأخطاء وتطوير الايجابيات لاسيما عندما تبلغ القناعة لدى أي مسؤول رياضي وبعد أن تتوضح له الحقائق عبر قناة الحوار الايجابي أن الاعلام هو فعلا شريك حقيقي ليس في عملية طبخ وانضاج أو صناعة القرار، بل وفي إنارة الطريق الصحيح لهذا المسؤول بغية بلوغ القرار السليم بعد أن تتوضح له الرؤى والأفكار ووجهات النظر المنطلقة من غاية نبيلة لدى الاعلام الرياضي وليس من نوايا ليست نظيفة ربما تصدر من قبل بعض الذين لا علاقة لهم بالرياضة وبالاعلام الرياضي، والذين يستندون الى  حسابات خاطئة ورؤى ضيقة ربما تكون منسجمة مع أجنداتهم الخاصة والمصلحية وليست نتاج حرص على المسؤول أو ما يديره من كيان أو جهة أو ما يحمله من عنوان في الرياضة.