الثيران الشرقيَّة!

الصفحة الاخيرة 2021/04/28
...

حسن العاني 
أعترف من دون حياء انني في السياسة وعالمها والاعيبها، ثور بالمعنى الحرفي للكلمة، فأنا اجهل مثلاً أسماء العواصم بنسبة 95 %، وحدود 99 % من بلدان العالم، ولا أعرف تسلسل الحكام الذين تعاقبوا على حكم مصر والأردن والجزائر وتركيا وايران والسعودية وأميركا والسويد، وجميع الحكام باستثناء العراق، مثلما أجهل الى اية محافظة تتبع مدينة الصينية، وهل هي قضاء او ناحية، وانا أميّ في معرفة أنظمة الحكم في العالم، أيُّها جمهوري او ملكي وايها امارة او مشيخة، ومصيبتي الأعظم مع الطبيعة الاقتصادية للبلدان، فهل اصلح للسياسة، وهل بيني وبين الثور علامات فارقة، فلماذا استحي من هذه المفارقة ؟، ومع ذلك فإن حالتي الآدمية التي احترمها واعتز بها، تتمثل في محاولتي الجادة والمنوعة، لتلافي هذا النقص في شخصيتي السياسية.
في اطار هذه المحاولات، حضرت قبل أسبوعين ندوة سياسية، تناول المحاضر فيها (اعتقد انه محلل سياسي)، بشيء من التفصيل، أهمية اجراء الانتخابات في (مواعيدها الدستورية المقررة)،  على الاغلب كانت هذه هي العبارة التي وردت على لسانه، ثم فجأة اخذته نوبة من الهيجان المصحوب بالغضب، وهو يتحدث عن مخاطر الفراغ الدستوري ومخاطر تأجيل الانتخابات على العراق عامة والعملية السياسية خاصة، حتى اذا انتهى من محاضرته، بدأت فقرة المداخلات والاسئلة والاستفسارات، ولكوني حريصاً على تطوير نفسي سياسياً، وحريصاً على التعلم، فقد طرحت عدة أسئلة متقاربة المحتوى، (أستاذ رجاء.. من باب الافتراض فقط، لو تأجلت الانتخابات لمدة سنة لا سمح الله، فهل ستتوقف الدولة مثلاً عن دفع الرواتب؟، وهل ستمتنع المستشفيات عن استقبال المرضى، وهل تغلق المدارس أبوابها، وهل تتعرض الولادات الجديدة الى تشوهات خلقية، وهل...؟)، قاطعني غاضباً (هل أنت ثور الى هذا الحد فعلاً؟!)، وبحركة من رأسه تم طردي من القاعة، وقد اعتقد بانه شتمني شتيمة قاسية، لكونه على ما يبدو مثلي يجهل اموراً كثيرة، ومنها ان وصفي بالثور ليس فيه ما يسيء لي بقدر ما يسيء له، فقد كان من الواضح انه يتحلى بصدر ضيق جداً يدفعه الى ( الهيجان )، وتلك هي ابرز صفات الثيران 
الشرقية!.