الشرطة والجوية.. أين الهوية؟

الرياضة 2021/05/01
...

طه كمر
 
سبقَ وأن تحدثنا عن ممثلي الوطن الشرطة والقوة الجوية في دوري أبطال آسيا الذي كنا نمني النفس بإطلالة جديدة فيه لهذين الفريقين ، تتلاءم مع مستوى الحدث الآسيوي الأهم ، لكن للأسف ذهبت أمنياتنا وأحلامنا أدراج الرياح ، بعد أن خذلنا الفريقان وجمعا خمس نقاط فقط من اثنتي عشرة مباراة ، ثلاث منها للشرطة من فوز واحد وخمس هزائم ، ونقطتان للجوية من تعادلين وأربع هزائم ، فيما سجل الشرطة ثلاثة أهداف ودخلت مرماه اثنتا عشرة كرة ، بينما سجل الفريق الجوي هدفين ودخلت مرماه ست كرات.
هذه الحسابات تعطينا انطباعا ان ممثلي الوطن للأسف لم يكونا على أتم الجاهزية ، بعد أن ظهرا بمستوى فني بائس وأداء لا ينسجم مع درجة الطموح ، فكل من تابع فريقي العراق وصل الى قناعة ان كرتنا باتت متأخرة كثيرا ودورينا أكل عليه الدهر وشرب ، طالما توضحت رغبة لاعبي الفريقين بعدم الاكتراث للأمر الواقع ، والتعاطي مع مستوى الحدث الذي ينبغي أن يكون الواقع منسجما تماما مع ما يرمي اليه هذان الفريقان ومن يقف خلفهما.
تساؤل مشروع يضعه المتابع والمحلل والناقد مفاده لماذا ظهر الفريقان بهذا المستوى المترهل ؟ وهل من المعقول أن تصبح الأندية السعودية والإماراتية والقطرية والإيرانية والأوزبكية بمستوى يصعب التغلب عليها ؟ ومن المسؤول الأول عن هذه الانتكاسة التي ربما تنعكس سلبيا على مستقبل المنتخب الوطني الذي ينتظره استحقاقا مهما يتجلى بالمباريات الثلاث التي سيخوضها في حزيران المقبل أمام منتخبات كمبوديا وهونغ كونغ وإيران في العاصمة البحرينية المنامة ، ومن هو المسؤول عن تعاقدات الفريقين خصوصا المحترفين منهم الذين لم يصنعوا الفارق على الإطلاق بل كانوا وبالا على الفريقين.
نعم ضاعت هوية القيثارة الخضراء وتقطعت أوتارها بعد أن عجز عازفوها من إيصال ولو نوطة واحدة لآذان مولعيها ومحبيها الذين باتوا يندبون حظهم الذي أجبرهم على حبها والتغني باسمها ، بينما لم يكن الصقور على الموعد الذي كنا بانتظاره ليعيدوا الى الأذهان ذلك الألق الذي بتنا تواقون له مجددا ، فليسوا هم من كنا نعهدهم قبيل رحلتهم الأخيرة التي بددت آمال عشاقهم ، بعد أن ضاعت هويتهم وبات ذلك العش الجميل الذي كان ملاذا آمنا لردح من الزمن واهنا اليوم ، وقد يفند كلامي البعض ممن يتحدثون بلغة العواطف وما تمليه عليهم نبضات قلوبهم التي  تعتصر ألما لما آل اليه حال الفريق الجوي ، ليقول لسان حاله ان الجوية ما زال متصدرا للدوري العراقي وبات قاب قوسين أو أدنى من خطف لقبه ، إذن لنبقى أسرى المسابقة المحلية ولا نوسع مداركنا نحو الأفق الآسيوي مهما حيينا.