في المهنيَّة الصحفيَّة

الصفحة الاخيرة 2021/05/02
...

حسب الله يحيى 
في واحدة من تجاربي المهنية في الصحافة والتي تمتد لأكثر من (60) عاماً، مررت بالكثير من المحن والعقبات وسوء الفهم والضغوط، وفي الشهور الاخيرة من العمل في احدى المجلات الثقافية المرموقة، فوجئت بالسيد رئيس التحرير يلزمني بنشر اسماء اكثر من عشرين شخصا ينقسمون ما بين (هيئة التحرير) و (الهيئة الاستشارية)، وحين سألته عنهم واردت التعرف عليهم، انتابني العجب، فقد ذكر لي بأن ما يسمى (هيئة التحرير)، ما هي الا هيئة تقدم المال بسخاء لاصدار المجلة بانتظام ولولا هذه الاسماء ما كانت المجلة لتصدر، وما كانت اجور عملي لتصرف!. 
اذن كان الكرم مشروطاً بذكر الاسماء بوصفها (هيئة تحرير) تعنى باصدار المجلة وما انا الفقير لربه الا (عرضحالجي) يكتب ما يمليه عليه المعني بالشكوى، في حين كانت هذه المجلة وسواها تمثل جهدا فرديا يبدأ من الالف ولا ينتهي عند الياء وانما يستمر في التصحيح والتصميم وحتى التوزيع ولولا (استثمار) الصداقات الحميمة لما كانت هذه المجلة المعنية بالثقافة والمثقفين لتنشر الكتابات الابداعية والفكرية مجانا، ولولا سواد عينيّ اللتين ما عاد سوادهما يستوي مع بياضهما، وذلك لان عيني قد ابيضتا وانا كظيم، لما ارسل احد مادة للنشر!.
ولم ينته الامر عند هذا الحال وانما فوجئت بمجلات ثقافية متخصصة تعتمد كل منها في الاقل على (10) اسماء لامعة من العراق وخارجه بوصفها اسماء تحمل عنوان (مستشار)، ولكنه في جميع الاحوال لا يستشار بما ينشر ولا ينشر، وفي تقليد آخر سلبي اتخذت مجلات اخرى في اشارتها الى (المشرف العام) او (رئيس مجلس الادارة) وكما هو معلوم لا المشرف يشرف ولا مجلس الادارة يجتمع على اصدار اي عدد من المجلة التي تصدر سواء عن القطاع العام او الخاص، بينما تظل (هيئات الحرير) اشبه بلوحة تسطر عليها الاسماء، ترى اذا كنا نحن شغيلة الثقافة والصحافة نمارس دور ايهام القارئ الذي نريد أن نرقى بوعيه، لا نعي ما نفعل، فأين نجد مصداقية الخطاب الجدير بامتنان واحترام القارئ؟.