حفيد دوستويّفسكي: ما حققهُ جدي من شهرة للأسرة ما هو إلّا لكتاباتٍ شخصيَّة قد تركها للجميع

ثقافة 2021/05/02
...

  ترجمة: مهند الكوفيّ 
 
ولد ديمتري دوستويّفسكي عام 1945، وهو الحفيد الاول لفيودور دوستويّفسكي. وهو أيضا كاتب وصحفي، عمل خلال فترة الاتحاد السوفيتي سائقا في احدى محطات الباص في سان بطرسبورغ؛ بسبب الضغوط الكبيرة على أسرة فيودور من قبل جوزيف ستالين رئيس الاتحاد السوفيتي آنذاك. ذكر ديمتري عن أبيه: لقد انزعج لينين من شهرة تلك الأسرة، حتى كتب تصريحًا بذلك، أُلقي في المؤتمر الاول للكتّاب السوفيت تحت عنوان «دوستويّفسكي اللدود» فصاح والدي: حسنًا، يكفي ذلك، لم أعد حفيدًا للادب الكلاسيكي. 
ديمتري دوستويّفسكي، كيف تحتفل بميلاد الجد فيودور دوستويّفسكي؟
- في كل مرة، اجلس وزوجتي على الغداء ونشرب كأسا من النبيذ. آخر مرة، كتبت رواية تتمة لرواية الأخوة كارمازوف، لكني توقفت عن الكتابة، لم أستطع أن أكتب تلك الهواجس الفكرية المخيفة.
ما شعورك حيال الذكرى المئوية الثانية لرحيل دوستويّفسكي الجد؟ وكيف تعاملت مع الضوضاء والشهرة التي تركها لكم؟
- أنا متحفظ كثيرا بشأن كل شيء، الضجيج الذي يحدث لن يستمر؛ لأنه وباء!، وما حققهُ جدي من شهرة للأسرة ما هو الا لكتاباتٍ شخصية قد تركها للجميع. ما قدمهُ لنا من نتاج لا يختلف كثيرا مما تركته الرياضة!، تتابع أي مبارة بلا ملل حتى وإن كانت من الماضي، كذلك دوستويّفسكي. أود أن أخبر القارئ، يجب أن تعلم، حتى وأن قرأت دوستويّفسكي كل خمس سنوات، فستجد عنده ماتخلفت عنهُ.
أخبروك مرارًا، عن شبه جدك، هل يزعجك ذلك؟
- يجب أن يعرف الجميع أنني قد عشت أكثر مما عاش جدي بخمسة عشر عامًا، أبدو أكبر منه سنًا، لذا يجب أن تقارن صورتي معه بعمر الستين عامًا.
صف ليّ دوستويّفسكي؟ كيف كان يبدو؟ كيف ترونه؟ لأننا نعرفه من خلال المقالات النقدية والمذكرات والكتب. ومن هو شبيههُ؟
- زوجتي تقول: شخصيتك تمامًا مثل جدك، لأنها تعرفهُ أكثر مني، وتعرف الشبه. أما أنا فلا أرى نفسي كذلك، دوستويّفسكي شخصية صادقة، قرعتهُ الحياة كثيرًا، يمتلك من الارادة الكثير، كان حكيمًا طيبًا حتى مع الأسرة.
لو كان دوستويّفسكي بيننا، هل سيكتب عن هذا الوباء؟
- بالطبع، كان سيكتب. لكن، روحه تلاحق الأدب.
ما علمك؟
- كن أنيقًا، حتى لا يسيئوا لك. عش حياتين، لك واحدة والأخرى لمن تحب. لذا أعيش بالنيابة عنهُ تارة، ولنفسي تارة أخرى. 
قامرت ذات مرة في بادن، هل واجهت شيئًا كما في رواية المقامر؟
- بالفعل، لعبت ذات مرة الروليت، حينها لا املك من المال الكثير، وكنت بحاجة الى الفوز. كل مرة اذهب الى ذلك المكان احمل معي النسخة الاصلية من رواية المقامر، اعتبرها امانًا لكل مقامر. قرأتها وقامرت كما لو انني خرجت للتو من بين صفحات الرواية، في النهاية أتضح لي الفوز في الجلسة، حدث هذا بفعل تلك الرواية. بعدها سألني الصُحفي، كيف فزت؟ ما الطريقة؟ قلت له: اقرأ المقامر.
أي عمل يراه دوستويّفسكي أهم ما كتبه؟
- الاخوة كارامازوف، من أهم أعماله وأحبها. كتبها في ظروف خاصة، ويكتب في الليل بعزلة تامة، كان مدمنا على شرب الشاي. 
ما التقاليد التي تتبناها أسرة جدك؟ هل تراها مستمرة الى يومنا هذا؟
- نعيش معا في شقة كبيرة، اعتدنا على تناول الحلوى وشرب الشاي، هذا ما ورثناه من تقاليد جدي.
ما وجه الاختلاف بين فيودور دوستويّفسكي وليو تولستوي؟
كتب فيودور بقلبهِ، بينما، بعقله كتب تولستوي! 
 
المصدر: مقابلة تلفزيونية مع حفيد الكاتب الروسي، فيودور دوستويفسكي، منشورة في مجلة سان بطرسبورغ، 13/ نوفمبر/ 2020.