الإنشاد الديني.. أنغام تلامس الروح

الصفحة الاخيرة 2021/05/03
...

     بغداد: نورا خالد 
غالباً ما يتصدر الانشاد الديني قائمة الاولويات في المناسبات الدينية مثل شهر رمضان واستذكار المولد النبوي الشريف، فضلا عن حفلات الذكر والمناقب النبوية، ويحمل الانشاد الديني بين طياته معنى ورسالة موجهة تعكس الصورة الحقيقية للاسلام وتنشد قيم المحبة والسلام والتسامح،وغالباً ما يدعو الى تعميق التأمل في عظمة الخالق وسيرة الرسول.
 
 وفي السنوات الاخيرة انحسر الانشاد الديني لأسباب عديدة، اوضحها لنا بعض المختصين، ومنهم الفنان فؤاد فتحي الذي اشار الى أن “الاعلام وراء تراجع الانشاد الديني وعزا ذلك الى عدم اهتمام اغلب الفضائيات بهذا النوع من
 الاغاني.
 وبدأت تسهم في نشر الاغاني الهابطة وابتعدت عن كون الفن رسالة تسهم في تهذيب النفوس ولم يعد يهمها الا الربح المادي، ومحاولة جمع اكبر قدر من
 المشاهدين”.
مبيناً أن “التلفزيون اصبح وسيلة للترفيه والبرامج الساخرة، وابتعد عن الانشاد الروحاني ولم يقتصر الامر فقط على التغاضي عن تلك الاغاني وانما لم يعد يهتم بالبرامج والمسلسلات الدينية
 ايضا”.
لافتا الى أن “الانشاد الديني كان يحظى باهتمام كبير في الوسط الثقافي العراقي، اذ تتخلل اغلب الفعاليات الثقافية التي تقام في المناسبات الدينية اناشيد وابتهالات يؤديها نخبة من الفنانين، ينتمي اغلبهم الى فرقة الانشاد العراقية”، خاتما حديثه “اذا هو الاعلام المقصر بالدرجة
 الاولى”.
ويمتد تاريخ الانشاد الديني الى صدر الاسلام، عندما هاجر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، الى المدينة وخرج اهلها يستقبلونه بالاناشيد والدفوف، وبنشيد (طلع البدر علينا) الذي يؤرّخ لهذا اليوم المشهود.
واوضح الباحث الموسيقي محمد لقمان اسباب تراجع الاهتمام بالانشاد الديني قائلا “اضمحل بسبب عدم وجود جهات داعمة لمثل هذا الفن، فالعراق يفتقر الى مؤسسة داعمة له بشكل كافٍ سوى دائرة الفنون الموسيقية التي تنظم بين الحين والاخر بعض المهرجانات التي لا يحضرها سوى عدد قليل من الجمهور، لا يتعدى المختصين والمهتمين بهذا الفن. 
كما ان اغلب هذه الفعاليات لا تحظى باهتمام اعلامي كبير يسلط الضوء عليها، واغلب الملحنين عزفوا عن تلحين الانشاد الديني، بسبب عدم وجود جهة انتاج تتبنى العمل، رغم وجود كم كبير من الفضائيات العراقية، لكن معظمها تناست هذا
 الموضوع”. 
واضاف لقمان “يحتاج الانشاد الديني الى فرق موسيقية خاصة لاداء هذا اللون، وكانت فرقة الانشاد العراقية هي من تؤدي هذا الدور، الا انها الان لم تعد تقدم هكذا اعمال سوى في المهرجانات لاسباب عديدة”.مؤكدا ان “كل هذه الاسباب ادت الى انحسار الاهتمام بهذا الفن العريق، وبدأت المواهب التي تمتلك اصواتا تصلح للانشاد الديني تختفي شيئا فشيئا”.
وتشير الدراسات الى انه في بدايات القرن العشرين اصبح للانشاد الديني اهمية كبيرة، اذ تصدى لهذا اللون من الغناء كبار المشايخ والمنشدين الذين كانوا يحيون الليالي الرمضانية، والمناسبات الدينية، وتطورت قوالب هذا الفن حتى اصبحت له اشكال متعددة واسماء
 كثيرة.