عشوائية

الرياضة 2021/05/04
...

د.عاصفة موسى
 
البلدُ يشهد حالة فوضى في الكثير من مؤسساته بما فيها التعليمية، وهو يحتاج الى ثورة اصلاحية تستمد قوتها من إلارادة السياسية بالدرجة الاساس، باعتبارها المهيمنة على مفاصل الدولة، وما الحكومة الا سلطة تنفيذية تحاول بقدر ما تستطيع ان تضع سكة ومنهج عمل تسعى من خلالهما الى اصلاح ما تهدم وتصحيح ما انحرف، وهذا ايضا يحتاج الى ارادة وقوة دعم مرتبطتين بالارادة السياسية وايضا باستعداد الناس عموما لتقبل عمليات التغيير الايجابي والتطوير .
منذ عام ٢٠٠٣ ونحن نتحدث عن اهمية التخطيط المدروس ومعالجة التخطيط العشوائي الشائع قبل عام ٢٠٠٣، والذي ازداد حدة بعد سقوط النظام السابق، ويكاد يكون مشتركا في معظم الوزارات ما اثر سلبا في احداث تغيير نوعي لحياة الفرد وسلوك المجتمع، فبسبب التخطيط العشوائي لم نواكب العالم ولم نستثمر ثرواتنا ولم تحدث انتقالة حقيقية في نمط عيش مبني على تطلع دائم نحو حياة افضل، وبسبب التخطيط العشوائي زاد الفساد واصبحت لا قيمة للكثير من المفاصل التي يفترض ان تكون محورا اساسيا للبناء والتغيير، ومنها مؤسسة التعليم العالي.
ما يهمني هنا كليات التربية الرياضية التي تحول اسمها الى كليات التربية البدنية والرياضة، والتي بات القبول فيها للاسف بطريقة غير مدروسة فاصبح الهدف هو الشهادة بالدرجة الاساس، حتى اضحت مفقسا للشهادات بدلا من ان تكون مصنعا
 للأبطال.
كلنا يتذكر كيف ان القبول في كليات التربية الرياضية كان حلما للكثير من خريحي المدارس الاعدادية، بسبب الضوابط الصارمة التي تضعها عمادات الكليات اثناء القبول، اليوم تغير كل شيء بحيث اذا اخفق الشاب في دخول كليات التربية الرياضية الحكومية فان البديل متوفر في الكليات الأهلية  وبدون اي قيد او شرط، فقط ان تدفع الأجور وتصبح الطريق سالكة للحصول على الشهادة، عشرات الكليات الرياضية حكومية واهلية ومئات الخريجين سنويا، بالله عليكم كم بطلا اعتدته وصنعته وسلحته بالشهادة، ماذا قدمت للرياضة الجامعية، هل تاخذ الاتحادات باستشارات اساتذتها، اين سيذهب الخريجون بشهاداتهم، اي سوق عمل يستوعبهم، والكثير من الاسئلة التي تدعوني للعودة الى بداية ما كتبته عن غياب التخطيط المدروس وتسيد العشوائية التي اودت بنا الى الفوضى والى انهيار قيم  تربوية كانت محط احترام واهتمام قبل ان تسقط في شباك التخطيط
 العشوائي.