ابتكارات ظريفة

الصفحة الاخيرة 2021/05/05
...

حسن العاني 
على الرغم من أن العالم في العصور الحديثة على وجه الخصوص، قد امتلك من وسائل الترفيه والتسلية ما يفوق حاجة البشر، ليس ابتداء بالاندية الاجتماعية والرياضية والثقافية، وليس انتهاء بدور السينما والبرامج التلفازية، وليس ابتداء بالمتنزهات وحدائق الحيوان ومدن الألعاب والجولات السياحية على سطح المريخ او القمر، وليس انتهاء بهستيريا الانترنت ومعطياته التي لا تحصى ولا تعد. 
أقول على الرغم من هذا التنوع المذهل، الا إن ابن آدم المجبول على الطمع ما زال يرفد الشارع بمزيد من المتع، والغريب إنه ما تكاد بدعة من البدع تظهر في هذا المكان الكبير أو المغمور حتى تتلاقفها الشعوب، حتى الفقيرة منها التي لا يفوتها شهر من دون تظاهرة تطالب فيها برغيف خبز حار!.
بعض تلك الابتكارات لا تخلو من فائدة في (ظاهرها)  مثل (عيد الحب)، فهو سلوك نبيل للتعبير عن المشاعر الإنسانية الراقية نحو الاخر، سواء كان أماً، أختاً، زوجةً، حبيبة أم حبيباً، ويمكن أن يكون تصرفاً حضارياً رائعاً للاعتذار في مناسبة عالمية تحمل عنوان (الحب)، ومع ذلك وبغض النظر عن بعض الأسئلة والملاحظات الهامشية، على غرار : لماذا نعبّرُ عن مشاعرنا الرومانسية في يوم واحد من السنة، وكأنه عيد الزواج أو عيد الميلاد، ولماذا لا نجعل تلك المشاعر عنواناً ثابتاً لطبيعة علاقاتنا الراسخة؟، أقول مع ذلك لا تفوتني الإشادة هنا بذكاء (مصنعي) الهدايا الانيقة واللون الأحمر من (الدببة والقلوب)، لأن عيد الحب انتعاش اقتصادي لحركة البيع والشراء تدفع (فاتورته) جيوب عاشقة بحق، او منافقة بامتياز!.
ثمة بدعة أخرى، تدعى (كذبة نيسان)، وكأن آلاف المتع قاصرة، فابتكروا تسلية عبر الكذب، واختاروا له الأول من نيسان، ربما لا يخلو هذا الابتكار من تسلية لتوريط (الآخر) والضحك عليه، ولكن مشكلة هذه الكذبة ان متعتها أحادية، فطرف يتسلى ويضحك حتى يموت من السعادة، وطرف ينزعج حتى يموت من القهر لأنه مضحوك عليه، ما زلت أجهل السبب وراء تمسكنا في العراق بتاريخ الأول من نيسان، في وقت نمتلك يوماً حقيقياً وواقعياً للكذب، اذ لم ينس أحدٌ منا بأنّ الأميركان طالما وعدونا قبل الاحتلال مثلاً بأن البطاقة التموينية ستتضمن (42) مفردة، وبعد الاحتلال لم تزد البطاقة على (4) مفردات، بل أصبحت مهددة 
بالاجتثاث!.