تعضيد الإبداع

الرياضة 2021/05/06
...

علي حنون
 
هناكَ من يُحاول إشاعة قلة المعرفة في إدارة كرة القدم، من خلال تغليب أمر على آخر، بحديثه عن ضرورة استثناء النجوم من الشهادة الدراسية الجامعية، مع أن الاثنين (النجومية - الدراسة) يسيران باتجاه واحد ويعملان على تكوين مخزون معرفي يُؤهل شخصية الموهبة ويُنمي قدراتها في سبيل التعاطي بايجابية مع التعليمات الفنية ومن ثم اختزال المراحل في تكوين شخصية إدارية عبر التسلح بالجديد من المعلومة التخصصية والعامة، وهي ثقافة لا بد من أن تُزيّن حضور من يتصدى للمنصب الإداري، بألوان الثقة والاعتداد.
البعض يُسوّق لأمر مفاده أن انشغال لاعبينا في كرة القدم، جعل اغلبهم غير قادر على التوفيق بين تأدية مُهمته لاعبا وبين الجلوس على مقاعد الدراسة وهذه بالتأكيد موضوعة تُثقف للجهل وتأخذنا بعيدا عن الطريق القويم المُسند بالعلم والمعرفة وبالتالي التأطر بالعلمية وفتح نوافذ التعاطي برؤية ايجابية مع المعلومة وسياسة العطاء، ذلك أن الدراسات تُشدد على ان الاستثناءات في هذا الجانب قليلة جدا والتعلم والتفوق في الدراسة يجعلان آفاق اللاعب والإداري والقيادي تتقبل أي فلسفة أدائية بيسر أكثر، بل أنها تُؤهل كُل منهم، لان يكون قياديا ناجحا سواء داخل الميدان او خارجه، كما أنها تعمل (أي الدراسة) على تمكين شخصيته في اتخاذ القرار وفق مُتغيرات الأحداث المهمة، التي يتصدى لها.
وإذا اقتربنا في حديثنا من حدود اللاعب، فإننا يجب أن نطلق في مستهل الأمر علامة استفهام مفادها، هل أن طريقة وآلية وفترة الإعداد لفرق أنديتنا تأكل من جرف وقت اللاعب المساحة، التي تجعله لا يجد مُتسعا من الفاصل الزمني لإكمال دراسته؟ وإذا كان الأمر كذلك فكيف تحصّل نجوم منضوين تحت لواء فرق عالمية على شهادات دراسية جامعية مع أنهم يعيشون الاحتراف بصورته الحقيقية والكاملة؟!.
والمُؤشر، بلا ريب، يرتفع عندما ندخل دائرة العمل الإداري، ذلك ان الإدارة علم يختلف جذريا عن الأداء داخل الملعب، وخاصة في منظومة تقود كرة القدم الوطنية، ربما اللاعب قليل المعرفة يختفي بين تشكيلة كاملة لكن من يتصدى للقيادة لا يُمكن أن يُخفي قلة معرفته ونضوب ثقافته في الإدارة وأصول القيادة وفن التفاوض وطرح الرؤى، ونحن هنا نتكلم عن تعاطيه مع القضايا الخارجية، التي قد تتطلب مُواجهة الآخرين بالحكمة والرؤية الايجابية والقدرة على الإقناع.
وللدلالة على صواب ما نذهب إليه، هو وجود عديد الأسماء بين نجوم كرتنا سواء السابقين أو الحاليين من ازدانت مسيرته الرياضية بنيله الشهادة الدراسية، وأيضا لدعم رؤانا بهذا الصدد وتأطيرها بحلقات عالمية من البراهين، فإننا سنأتي على ذكر عينة من الوجوه، التي حرصت على أن تكون لها واجهة دراسية مُكملة لشخصيتها الرياضية ومنهم نجم ايطاليا جورجيو كليني ماجستير في إدارة الأعمال ونجم المانشافت السابق بيرتهولد الحاصل على البكالوريوس في الإدارة والاقتصاد والبلجيكي لوكاكو، الذي يجيد التحدث بخمس لغات، إلى جانب نيله البكالوريوس في السياحة وهناك الروسي اندري ارشافين بكالوريوس تكنولوجيا وتصميم، واللاعب الصحافي الاسباني خوان ماتا بكالوريوس صحافة، وقبلهم أسطورة السامبا الطبيب سقراط، والقائمة تطول.