التشكيلية سميرة عبد الوهاب: أحلى ما في الغربة مُرّ

الصفحة الاخيرة 2021/05/08
...

 بغداد: محمد اسماعيل
 
ترى الفنانة التشكيلية المغتربة سميرة عبد الوهاب أن الغربة سوداء، والوطن لا يعوض، وانها ممتلئة بحب العراق، عبد الوهاب التي اقامت العديد من المعارض حتى اصبحت مديرة للمتحف الوطني للفن الحديث، بينت في حديث لـ«الصباح» أن «الظروف جعلتني ابتعد عن البلد؛ فغياب الأمان حينذاك اجبرنا على مغادرة العراق مستقرين في السويد»، مستطردة «الانتماء لثقافة ومجتمع جديدين، لم يغن عن انتمائي للأصل، رغم التطور واحترام البشر والوقت ورفاه العيش في بلد يسخر مفردات الحياة لخدمة الإنسان».
 مضيفة «انعكس ذلك على فني، متواصلة مع الثقافة العراقية في الداخل والخارج، اذ ان خيط احساس يصلني بالمحيطين السابق واللاحق، اضاف ثراءً الى تجربتي، مغترفة من واقع السويد ومتاحفها».
مبينة أن «وجودي في اوروبا دفعني الى التساؤل: لماذا لا نكون مثلهم؟، لدينا مواهب فنية خارقة، ولديهم تنظيم دقيق».
واوضحت الفنانة عبد الوهاب: «انتميت الى غاليري يعنى بأعضاء ذوي مواصفات محددة، اقمت فيه ثلاثة معارض شخصية، اضافة الى آخرين في مالمو جنوب السويد وفي مدينة اخرى، وادرت احدهما لمدة سنة، اذ وضعت ثراء تجربتي لديهم فقالوا: انت كثيرة علينا!، واسهمت بتغيير طرق العرض بأنساق ابهرتهم»، موضحة «لدى جمعية كونست روندا تقليد سنوي، هو زيارة الجمهور لمنزل فنان والاطلاع على واقع حياته، يومها رسمت عشر لوحات وعلقتها على جدار الفن العراقي»، وواصلت: «احب اللون الابيض اصلا، ووجدته يشكل السويد قاطبة؛ فاستخدمته في لوحاتي بكثافة اتسقت مع الطبيعة المحيطة بي»، لافتة الى أن: «الاهتمام الذي يلقاه الفنان والانسان عموما في السويد، ينتشله من الشعور بالتهميش الى الفاعلية الجمالية والاجتماعية التي تعزز وجوده وترضي شغفه بالحياة».
وافادت عبد الوهاب: «أقمت معارض في اليونان وتونس  والقاهرة وباريس وايطاليا وجيكوسلوفاكيا، وواصلت في السويد جلسات صالوني الثقافي الذي دأبت عليه منذ عقود في العراق، مضيفة اليه بعض الرموز العراقية البارزة».