القاهرة: اسراء خليفة 

 

التصقت مهنة المسحراتي بالرجل منذ بدايتها، ولكن الغريب في الامر أن نجد امرأة تقتحم هذه المهنة الشاقة التي تحتاج الى صوت جهور يصل الى النائمين بغية ايقاظهم، «الصباح» التقت بمدينة المعادي في القاهرة بهذه المرأة المسحراتية دلال عبد القادر، إذ قالت: «انتظر الشهر الكريم بفارغ الصبر لكي اقوم بمهمتي وليست مهنتي، اذ ابدأ من الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل ولغاية الثالثة صباحا، واحاول أن اذهب الى جميع الازقة في المنطقة التي اوقظ الناس فيها للسحور والتهيؤ لاداء صلاة الفجر»، واضافت دلال «ورثت هذه المهنة من اخي الذي توفي منذ سنوات، وبما انني امرأة، كان الوضع غريبا بالنسبة للناس في بداية الامر، لكن بمرور السنين اصبح الامر عاديا، وقد حفظت جميع الشوارع التي كان يمر فيها اخي وكذلك اسماء الناس». 

وعبرت دلال عن حبها لمهنتها، فهي تسعد جدا وهي تجد الاطفال في كل عام يمشون وراءها ويرددون الاغاني والابتهالات الرمضانية وهم سعداء، ويطلبون منها مناداتهم باسمائهم الجميلة التي تحفظ جزءاً كبيراً منها، مشيرة الى أن «مهنة المسحراتي انقرضت في الآونة الاخيرة، خاصة في المدن الجديدة، لذا انا حريصة على أن اعلم اولادي المهنة، خوفا من أن تندثر».