الأولمبية .. صراع دائم!

الرياضة 2021/05/09
...

طه كمر
18 عاما ولم يهدأ لنا بال إزاء المنظومة الأولمبية التي تدير دفة الرياضة العراقية ، فمنذ العام 2003 حتى يومنا هذا والأمور تسير نحو المجهول لكيان يمتد عمره الى 73 عاما، شهد العديد من الأحداث المهمة منها المفرح ومنها المحزن، لكن على ما يبدو انه فعلا دخل خريف العمر ولم يتمكن من إعادة ذاته رغم كل المحاولات الداعية لإنعاشه، بعد أن عصفت به رياح عاتية جعلته يعيش مرحلة اللاعودة لصعوبة إعادة هيكلته مجددا، ما انعكس ذلك التمرد والتقاطع الواضح للعيان على رياضة العراق التي عانت الأمرين.
صراع محتدم بطريقة كاثوليكية لا يمكن أن ينتهي الا بالوفاة لا سمح الله، وعلى ما يبدو ان الارتباط بالكرسي بات أمرا محتوما على البعض، رغم علمهم انهم لم يقدموا شيئا يذكر من شأنه أن يدفع عجلة الرياضة العراقية ولو خطوة واحدة للأمام، فلو أحصينا ما يمكن إحصاؤه نجد إننا سنبقى نتعكز على تلك الميدالية البرونزية ونترحم على من حصدها في العام 1960، فلو عاد الزمان وخرج المرحوم عبد الواحد عزيز من قبره سيواري نفسه بالتراب ثانية، لأنه لم يصدق اننا لا نملك سوى ميداليته التي أحرزها لنا في أولمبياد روما عندما رفع 380 كغم ، فهل يعقل ما يجري؟ وعجلة الزمان تدور مسرعة ورياضة العراق مترنحة ما بين مد وجزر والمشكلات لا تأتيها فرادى ، فتارة تأخذها يمينا وأخرى تعيدها الى الشمال.
كان الجميع يترقب بشغف إقامة الانتخابات التي ستعطي كل ذي حق حقه، من خلال الاقتراع السري الذي سيلد كيانا جديدا يعول عليه الآلاف من الرياضيين، على الأقل لديمومة مهنتهم التي تعيل اسرهم وممارسة هوايتهم التي احترفوها وباتت مصدر رزقهم، لكن للأسف ما أن أنجزت الانتخابات حتى أعيدت ثانية لأنها لم تبتسم للجميع، بل ان هناك فائزا وخاسرا في المعادلة الانتخابية، وهذا الأمر لا يمكن أن يسري طالما فاز أحدهما على حساب الآخر.
الموضوع خرج عن السيطرة تماما وباتت رياضتنا أسيرة لرغبات البعض ممن يسيروها على أهوائهم، بعدما غادرت تلك الأفراح والليالي الملاح التي وضعت البعض على بروج عاجية لم يتوقعوا يوما مغادرتها، لكن الواقع فرض نفسه لتبقى الرياضة هي الخاسر الوحيد إبان تقاطعات دائمة بديمومة أشخاصها، فلا نعلم متى ينتفض الرياضيون الحقيقيون لإعادة بناء الصرح الأولمبي الذي بات مغيبا تماما، والجميع ينظر بعين واحدة للوضع الذي لا يسر، خصوصا بعد رفض أغلبية أعضاء المكتب التنفيذي حضور الاجتماع، والدعوة لعقد مؤتمر استثنائي الغاية منه حلحلة الامور المستعصية، لاسيما ان المشكلة باتت بين الرئيس وأمينه المالي 
في صراع دائم.